رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد 26 سنة في الملجأ.. «تهاني» تبحث عن أهلها بصور قديمة: عاوزة أعرف أنا بنت مين؟

كتب: آية أشرف -

02:01 م | الخميس 12 أغسطس 2021

تهاني

داخل أحد دور الرعاية الكبرى بمدينة طنطا، عاشت «تهاني» 17 عاما، لم يمر عليها يوما خلال تلك السنوات الطويلة، إلا ويراودها سيل من الأسئلة بلا إجابات، التي تؤرق عليها معيشتها وتخطف من عينيها النوم، فلا تعرف إلى أين تمتد جذورها، ولا إلى أي عائلة تنتمي، وما سبب وجودها وسط الأيتام في الملجأ، هل هي بالفعل يتيمة؟ أم أن أسباب خارجة عن إرادة أهلها دفعت بها إلى العيش في تلك الدار؟ كل يوم تزداد الأسئلة وتشغل ذهن الفتاة أكثر، رغم انشغالها بالدراسة، ومشاركة الأحاديث مع زميلاتها بالدار، لكن يظل عقلها شاردا نحو المجهول: «أنا بنت مين؟». 

حتى اسمها «تهاني السيد»، لم تختره، بل أعطته لها الدار، التي حددت عمرها أيضا بـ27 عاما، بحسب الفتاة، التي أكدت أنها تعيش كابوسًا يوميًا في سبيل البحث عن أسرتها، التي لا تعرف عنها شيء: «لا أنا عارفة أصلًا اسمي الحقيقي إيه، ولا عمري كام بالظبط، ولا أنا منين، ولا مين، ولا بنت مين، طول عمري في الملجأ».

سبت الدار ومعرفش أنا مين

محاولات مستميتة تبذلها «تهاني»، سعيا وراء الوصول إلى الحقيقة، لكنها لم تجن ثمارها حتى الآن: «أنا من قبل ما أتم 18 سنة، وأسيب الدار وأنا بسأل، عاوزة أي معلومة، وللأسف كان بيتم الرفض من صاحب الدار، ومعرفش ليه؟ حتى مفيش أي ورقة تقول أنا مين، ولا جيت منين محدش فادني نهائي».

تضيف الفتاة، خلال حديثها لـ«هُن»: «فيه مشرفة في الدار بلغتني إني لما جيت مكنتش رضيعة ولا حاجة، زي مافهموني، وإني جيت من دار تانية في القاهرة، لكن مادتنيش الورق اللي يثبت ده».

اتجوزت وخلفت لكن برده عاوزة أهلي 

الزواج من شاب معروف النسب، وإنجاب 3 أطفال، وتكوين عائلة وأسرة، لم يكن سببا كافيا لتوقف رحلة «تهاني» في البحث عن أهلها: «أول ما سيبت الدار، كنت مخلصة ثانوية عامة، وقتها كان فيه ست بتشوفني وأنا رايحة الدروس، وفعلًا خطبتني لابنها، وعايشة معاهم، وربنا رزقني بـ3 أطفال، بس برضوا أنا كمان عاوزة أعرف أنا مين ولا فين أهلي».

رقم هاتف مع صور قديمة، قررت «تهاني» الاستناد إليهما، من خلال نشرهما على مواقع التواصل الاجتماعي، لعل وعسى يتعرف عليها أحد: «بيجيلي تليفونات كتير، منهم اللي بيضايقني، واللي بيطلب فلوس، واللي أروح أعمل تحاليل dna، وبرضوا تطلع لا، لكن مفقدتش الأمل نهائي»، متابعة: «جالي تليفون من حد بيأكد إني فعلا من القاهرة، وإني توهت من أهلي زمان في الحسين، لكن ماتواصلش تاني، أنا لسة عندي أمل أن أهلي يعرفوني من الصور».