رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الحكاية بدأت بمنشور».. رب أسرة ينتشل «محمد» من الشارع ويضمه لأولاده

كتب: منة الصياد -

07:49 م | السبت 17 يوليو 2021

الطفل محمد

بعد سنوات من النوم على أرصفة الشوارع، والبحث عن مأوى، بعد أن تخلى عنه والده وطردته والدته من المنزل، عقب انفصالهما، أخيرا وجد الطفل «محمد»، صاحب الـ14 عاما، من يحنو عليه، بعد أن تكفل به رب أسرة من محافظة أسيوط، وضمه إلى أولاده، وحرص على نقل أوراقه من الإسكندرية، حيث كان يقيم، إلى أسيوط ليكمل دراسته، ليبتسم له القدر أخيرا ويجد من يعوضه عن معاناته اليومية.

تفاصيل التكفل بالطفل 

وبقلب يملؤه العطف والحنان، انتشل أشرف الزناتي، موظف على المعاش، بمحافظة أسيوط، الطفل الشريد، ورحمه من المصير المظلم، بأن تكفل به وتعهد برعايته، موضحا خلال حديثه لـ«هن»: «أنا موظف بالمعاش وعندي ولاد وبنتي في سن محمد، ولما شوفت معاناته مقدرتش أستحمل أسيبه كده، ومش فاهم إزاي أم وأب ممكن يعملوا كده في طفل بريء زي ده، وقررت إنه يبقى واحد من أولادي وأحافظ عليه».

ويستطرد الأب الكفيل: «لما شوفت البوست بتاع محمود، طالب كلية العلوم، اتواصلت معاه على طول، وقررت أهتم بحالته بعدما عرفت إن والده تنازل عنه، ووالدته طردته للشارع، فأخدته معايا يعيش وسط ولادي وأسرتي، وقولت له إتعامل كأنك في بيتك، وعشان هو شخص خجول وحساس جدا وبيتكسف ياخد مني مصروف زي ولادي، نزلته يشتغل معايا في المخبز بتاعي، عشان يقدر ياخد مني فلوس براحته من غير إحراج، وبقيت أفهمه إن ده تمن تعبه في الشغل، وبقت عيني عليه طول الوقت خوفا عليه من أصدقاء السوء».

استكمال رحلة التعليم 

ولم يتوقف «الزناتي»، عند كفالة الطفل فقط ورعايته، بل أقدم على مساعدته للعودة إلى دراسته من جديد، «عرفت إنه في تانية إعدادي يعني في نفس مرحلة بنتي، وقررت أروح أسحب الأوراق الخاصة بيه من مدرسته في إسكندرية، عشان أقدر أنقله مع بنتي في مدرستها في أسيوط، ومبسوط إني قدرت أقدمله أي مساعدة ولو بسيطة، ووعدته إنه هيفضل معايا لحد ما يتم السن القانوني ويختار وقتها يكمل حياته مع اسرتي ولا لا».

تفاصيل معاناة الطفل 

وتعود تفاصيل معاناة «محمد» قبل 3 سنوات، حينما كان محمود فوزي، الطالب بكلية العلوم، يجلس بصحبة أصدقائه قرب محطة قطارات صدفا بمحافظة أسيوط، وتفاجئوا بطفل يقبل عليهم ويسألهم عن فرصة عمل له، «لفت نظرنا إن شكله صغير وابن ناس، سألناه منين قال إنه من إسكندرية، وإنه سايب بيت أهله».

استضافة كريمة ثم اختفاء مفاجئ

وسرعان ما قرر أحد أصدقاء «محمود»، اصطحاب الطفل معه إلى منزل أسرته ومراعاته، حتى يتم مساعدته في الوصول إلى أي من أفراد أسرته، يحكي طالب العلوم: «قعد شهر في بيت أسرة واحد صحبي، وبعدها قالنا خلاص أنا هارجع عند أهلي فقررنا نسيبه عشان يرجعلهم، واختفى عننا سنة كاملة، لحد ما رجع لينا تاني، واكتشفنا إنه مرجعش لأسرته، وإنه كان شغال في مركز تاني جنبنا، واشتغل في كذا مهنة، بس كان بيتطرد من الشغل، واضحك عليه من ناس كتيرة كلت عليه فلوسه، وبعدها قررت إني أستضيفه في بيت أسرتي، وقررت أنزل بوست على فيس بوك وأوضح فيه مشكلته عشان أي حد يقدر يساعده».