رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة ساندوتشات «ماما دهب» من الأرض لبطن الزبون «صور»

كتب: آية أشرف -

11:47 م | الخميس 17 يونيو 2021

ماما دهب

حجرة صغيرة لم تتسع سوى لشخص واحد، داخل ممر طويل، في وسطها عربة متوسطة الحجم، ذات أسطوانة غاز لطهي الأكلات السريعة، ومقلاة كهربائية، وبها رفوف من الخشب، تحمل التوابل والزيت، وأكياس الخبز، وصورة كبيرة لصاحبة المكان. 

من هنا تبدأ منال غريب، الشهيرة بـ «ماما دهب» رحلتها يوميًا من الساعة الثانية ظهرًا، وحتى العاشرة مساًء، حيث تبدأ السيدة التي اكتسبت شهرة واسعة بميادين وسط البلد خاصة بين الطُلاب، بإحضار الأطعمة المُجمدة ثم تتبيلها وطهيها، وبيعها في ساندوتشات، بمساعدة شقيقها. 

ماما دهب عن احتضانها لزبائنها: «هتحسبوا عليا ابن 18 سنة راجل؟» 

رحلة الساندوتشات التي شهدت الكثير من المراحل، كان على رأسها عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، أو حتى المعايير الصحية، فالأطعمة المجمدة في غرفة أخرى مهجورة داخل ثلاجة لا يبدو عليها النظافة، وأكياس الخبز مُلقاة على الأرض، قبل أن تستخدمها في حشو الأكلات التي تعدها. 

ماما دهب ترد على السخرية: «مبعرفش أطبخ ومش هغلي الساندوتش عشان الطحينة» 

أكياس الخبز ملقاة على الأرض وماما دهب لا ترتدي قفازات

رحلة رصدتها «الوطن» داخل مكان عمل «ماما دهب» الذي يقع داخل ممر بشارع قصر النيل، وحوله أكثر من 50 مقعدا، يحتضنون الطُلاب والطالبات، الذين يحرصون على تناول الطعام من عربتها، بسبب حُسن تعاملها، وأسعارها الزهيدة التي لم تتخط الـ5 جنيهات. 

يستمعون لمحاضرات العادات والتقاليد التي تلقيها عليهم، الممزوجة بعبارات الحُب والود، اتخذتهم أولادًا لها، على الرغم من عدم خوضها لتجربة الزواج والإنجاب من قبل، فتطلق عليهم «أولادي»، ليبادلونها الحديث بـ«ماما دهب». 

وعلى الرغم من الحب السائد بين «ماما دهب» و«أولادها»، إلا أنه لم يكن كافيًا حتى تقدم لهم الطعام الصحي، فمكان حفظ الأطعمة قبل طهيها بؤرة من التلوث الجاذبة للبكتيريا والميكروبات، تتبلها وتطهوها بيديها دون مغرفة أو ملعقة، دون حتى أن ترتدي قفازات، فيخرج الطعام من بين يديها لبطون الزبائن دون إجراء صحي. 

حنين ونوران: بقالنا شهور بناكل هنا.. دي أمنا 

وعن الزبائن، قالت كل من هنأت خلال حديثهما لـ «هن»: «بصراحة بنقولها يا ماما، هي اتعودت وإحنا كمان بقت زي أمنا، وبنحب محاضراتها ونصايحها لأنها خوف علينا». 

الجدير بالذكر أن «ماما دهب» تخرجت في كلية التجارة الخارجية، وتعمل منذ 20 عاما في بيع الساندويتشات.