طفل رضيع، لاحول له ولا قوة، لا يعلم أين هو، ولا يدرك لما هو هُنا، وعلى الرغم من ملامحه الطفولية البريئة، إلا أن شفاهه المتضخمة «الشفاة الأرنبية» هي الأكثر بروزا في وجهه، كما يُعاني من مشكلات في القلب.

الطفل يوسف، صاحب الأربعة أشهر، الذي أُلقى به في صندوق القمامة في منطقة عزبة النخل بالقاهرة، فور ولادته، لم يتخط عمره أيام حينئذ، تركوه للذباب والحشرات والحيوانات الضالة والروائح الكريهة، ولا أحد يسمع صراخه، أو يهتم لأنينه داخل الصندوق وسط القمامة ورائحتها، إلى أن جاء طوق النجاة بتكفل أسرة له، قبل أن ينتقل لإحدى دور الرعاية، للتكفل به وبعملياته وعلاجه.

صور صادمة للطفل الرضيع، تظهر معاناته التي عاشها منذ ولادته، بعدما تقرر التخلص منه في صندوق قمامة، والتخلي عنه، وعن مسؤوليات علاجه، لينتقل من الشارع لإحدى الأسر قبل دار الرعاية.

أسرة تنقذ الطفل من صندوق القمامة

وفقًا لما ذكره محمود وحيد، المسؤوول عن مؤسسة «نعم لإنقاذ إنسان» والمُتكفلة برعاية الطفل، فإن «يوسف» عثرت عليه أسرة، ملقى في صندوق القمامة بالشارع، وهو عمره أيام في حالة صعبة جدًا، وعلى الفور الأسرة توجهت للقسم وتم عمل محضر إثبات حالة، «الأسرة أخدت الطفل يعيش معاهم لحين العثور على أهله وبالفعل أقام الطفل معهم أربع شهور حتى تدهورت حالته الصحية وأصبحوا عاجزين تمامًا عن المساعدة الطبية للطفل، ليلجأوا لوزارة التضامن».

من التضامن لدار الرعاية

رحلة شاقة خاضها الطفل الرضيع، بعدما عجزت الأسرة المتكفلة به عن علاجه، ليلجأوا على الفور لوزارة التضامن، خاصة إن الطفل ليس له أوراق رسمية، ويتم تحويل الطفل إلى مؤسسة «نعم لإنقاذ إنسان»، وإيداعة حضانة بإحدى المستشفيات الخاصة لإجراء المساعدة اللازمه له. 

حالة صحية خطيرة تهدد حياته

على الرغم من إنقاذ الرضيع من الموت المُحقق داخل صندوق القمامة، إلا أن حالته الصحية قد تهدد حياته أيضًا.

وفقًا لما ذكره مسؤول مؤسسة «نعم لإنقاذ إنسان» الخيرية، فإن الطفل مصاب بتضخم في القلب ويحتاج إلى عمليه قلب مفتوح، فضلًا عن معاناته من عيب خلقي بالفم «الشفاه الأرنبية» ما أدى لسوء حالته الصحية: «بيدخل الحضانة كله شوية لما حالته بتسوء لأن عنده ضغط كمان، وبنحاول ننقذ حياته».