تحملت أعباء أسرتها فكانت العين التي يبصر بها الجميع، إذ تزوجت من رجل كفيف يدعى خالد، ورث المرض عن والديه، لتكن اليد الممدودة لهم، ترعى شؤونهم وتدبر حياتهم، يتلمسون الحياة ويرونها من خلال عينيها، حتى رُزقت بـ3 آبناء مكفوفين فاقدين لنعمة البصر.

عاشت الزوجة «أم ميادة» في كنف أسرتها طوال حياتها، فهي تطلعهم على مجريات ما يحيط بهم، حتى فقدت السند ورب الأسرة، قبل 11 عامًا، لتجد نفسها أمام مهمة أكبر وهي تربية الأبناء والإنفاق على متطلباتهم المادية، حتى تتم رسالتها في الحياة بتعليمهم وزواجهم.

اقرأ أيضًا:«أم كريمة» تتجول بألعاب الأطفال مقابل 10 جنيهات: 21 سنة كعب داير

«أم ميادة» ربت ولادها الأيتام وعلمتهم

«ربنا رزقني بنعمة كبيرة اتحسد عليها، عندي 3 ولاد، وارثين كف البصر من والدهم وأجدادهم»، بهذه العبارة تحدثت الأم التي سهرت الليالي ترعى شؤون أسرتها، قائلةً: «عندي أحمد الكبير مخلص تعليم ومتجوز، وميادة خلصت ليسانس أداب قسم تاريخ وطالعة من الأوائل، ومحمد الأخير في سنة ثالثة في جامعة عين شمس نفس كلية وقسم أخته».

تقطن «أم ميادة» برفقة أبنائها في الزاوية الحمراء أحد أحياء القاهرة الشعبية، قادتها الصدفة للحصول على مبلغ مالي قدره 100 ألف جنيه، بعدما شاهدها الإعلامي طارق علام، صاحب البرنامج الأشهر في الوطن العربي «هدية الرئيس»، لتكن واحدة من الفائزين في برنامجه، في شهر رمضان الكريم، هي وأسرتها بعدما سأل الابنة «ميادة» سؤالًا تاريخيًا عن المعركة التي حدثت في مدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، لتجيب على السؤال وتربح الجائزة.

«أم ميادة»: بكت من الخضة وخدت ولادها في حضنها

لم تستطع الأم التي لا حول لها ولا قوة، تمالك دموعها بعدما أعلن «علام»، فوزهم بالجائزة التي تبلغ قيمتها 100ألف جنيه، إذ أخذت الأبناء في حضنها وقبلت رؤوسهم وأيديهم.

وعن سبب تواجدها في هذة المنطقة وفي ساعة متأخرة من الليل برفقة أبنائها، قالت الأم: «كنا بنصلي التراويح وبسأل لو في مشاريع للمكفوفين ومعرفتش أوصل لحاجة، ومشيت وقوت أقعد بيهم هنا».