رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

44 سنة بالإيشارب.. أول مرشدة سياحية محجبة في مصر والعالم العربي: واجهت صعوبات

كتب: روان مسعد -

01:50 ص | الجمعة 02 أبريل 2021

عزة رستم

وسط الكات والفساتين المفتوحة والميكروجيب، سلكت الدكتورة «عزة رستم» طريقًا مختلفًَا، مهدته لنفسها كي تستطيع أن تكون متسقة مع داخلها، قبل 44 عاما، وتحديدا في عام 1977، قررت أن تأخذ خطوة للأمام فيما يخص الدين، فتحجبت وارتدت الإيشارب، فكان مثار جدل وسخرية أحيانا بين الأهل والأصدقاء.

درست عزة رستم أول مرشدة سياحية محجبة في مصر والعالم العربي، حيث استطاعت أن تقتنص هذا اللقب، في قسم الحضارة اليونانية والرومانية بكلية الآثار جامعة الإسكندرية، وفي عامها الرابع قررت أن ترتدي الحجاب فكانت الوحيدة في كليتها، وجامعتها أيضًا.

تروي رستم تفاصيل حجابها في تصريحات لـ«هن»: «أنا فخورة بأهلي وجوزي وعلى التشجيع لأني كنت في بيت متدين، وملتزمين بالصلاة، وكان في حرية اختيار سواء حجاب أو غيره».

«صدمة»، هي الحالة العامة التي صاحبت قرار ارتداء عزة الحجاب، «لأني كنت باخد بالي من نفسي وشعري حلو وطويل الناس كلها اتصدمت، ومكانش في مبروك زي دلوقتي خالص، بالعكس الناس كلها بتقولي لا لازم تقلعيه وتعيشي حياتك عادي من غيره»، تحولت من كونها ممثلة وتحب الملابس والمظهر إلى أخرى محجبة ينتقدها الكثيرون، ولكن تصميم عزة هو ما ثبتها على موقفها.

تحولت ملابسها من القصير، وكات المكشوف، إلى الجيبة الشانيل تحت الركبة، والكم وارتداء إيشارب بسيط على الشعر، حيث لم تكن ملابس المحجبات متاحة بشكل كبير، كما أن كونها محجبة آنذاك جعل بعض الفرص تضيع على عزة، فكانت ترغب بشدة في أن تصبح مذيعة، «كان ليا حلم إني اشتغل مذعية، بحب ليلى رستم وسلوى حجازي وكان عندي أمل أكون صاحبة برنامج راق لكن لم أستطع،  كان شيء ممنوع وفي التليفزيون مستحيل ومحصلش، وتخليت عن حلمي عشان الحجاب».

صدفة أهدت عزة رستم البالغة من العمر 65 عامًا إلى التقديم على وظيفة مرشدة سياحية بعد التخرج، حيث أعلنت وزاة السياحة حاجتها إلى مرشدين سياحيين جدد، وقدمت كل دفعتها ورغم أن الوظيفة أساسها من كلية السياحة إلا أنها قدمت من كلية الآثار، «نجح 2 فقط من الدفعة وعشان احنا من آثار عدينا على 12 بروفيسور لكل أنواع التاريخ واللغة عشان ناخد الوظيفة وبعدين كشف هيئة».

كشف الهيئة كان بمثابة البوابة التي عبرت منها عزة إلى هذا المجال، كأول مرشدة سياحية محجبة، «كشف الهيئة كان عشان المستوى الاجتماعي، وأنا نجحت في كل الامتحانات، وكيل وزارة السياحة وقتها سألني هتشتغل بالبتاع اللي على رأسك ده؟ قلتله هو أنا هشتغل فنانة ولا مرشدة سياحية؟ ساعتها قالي انتي لمضة، ولكنه نجحني بعد ما قالي لازم تخففي حجابك، طبعا محصلش بس بقيت عندي ثقة في نفسي ومبسوطة إني بمثل مصر بأي شكل».

تمكنت عزة من العمل في مجال الإرشاد السياحي، وأصبحت الأولى في مصر والعالم العربي محجبة في هذا المجال، وتبعها بعدها بسنوات كثير من الفيتات المحجبات، «الناس بتقولي كتير خيرك انك دخلتي ده لان كان زمان المرشد لازم يكون بشكل معين، واجهت شوية صعوبات لكن كلها من مصر وشركات السياحة مش السياح، ودلوقتي خلاص بقى أمر طبيعي». 

وتستكمل، «لما حد يسألني زمان عن الإيشارب اللي على راسي من الأجانب، ده ليه كنت بقول استنوا لما نروح الجامع وهناك كنت بشرحلهم معنى الحجاب، وارتباطه بالإسلام، وكان أحيانا بيقتنعوا جداويبدأوا لوحدهم يقروا فيه».

خلال عملها تمكنت عزة من الحصول على الدكتوراه سنة 1997، في الإرشاد السياحي، وأصبحت تسافر إلى دول أجنبية كجزء من طبيعة عملها، وعرفت في المجال بشكل كبير، رغم أنها قررت أن تتنحى جزئيا عن العمل كي تترك الفرصة للشباب في الإرشاد السياحي.

مظهرها الخارجي كان مهما في عملها، «مش معنى إني محجبة ابقى مبهدلة بالعكس اهتميت بشغلي وشكلي عشان أنا كنت بمثل مصر وقتها، ولغيت فكرة أن المحجبة مش شيك أو مبتعرفش تلبس، بقالي 44 سنة محجبة وبعرف اختار اللبس واشتغل، ورغم ناس كتير قالتلي أقلعه بس أنا رفضت وتمكست».