رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الخالة والدة.. «فاطمة» رفضت الزواج لتربية بنات شقيقتها وبنت بيت العيلة

كتب: غادة شعبان -

05:59 ص | الأحد 21 مارس 2021

السيدة فاطمة عبدالمحسن

تخلت عن الزواج وإنجاب الأطفال من أجل عيون بنات شقيقتها التي رحلت هي وزوجها، وهن في المرحلة الإبتدائية، فكانت لهن الأب والأم بجانب كونها الخالة، أفنت عمرها بأكمله منذ صباها حتى أصبحت في مرحلة متقدمة من العمر، لم تبخل السيدة فاطمة عبدالمحسن كيلاني، صاحبة الـ60 عامًا، بمالها ولا بصحتها على بنات شقيقتها الأيتام، حتى أصبحت بمثابة «الأم البديلة»، التي أدت رسالتها تجاههن رغم كونهن لم يكن من جوف رحمها.

ضمت السيدة الستينية بنات شقيقتها إلى صدرها وحضنها منذ اليوم الأول لوفاة والدتهن، تعهدت أمام الله وأمام ذاتها أن تهب عمرها وشبابها عليهن، حتى توصلهن لبر الآمان وتؤدي رسالتها في الحياة، حتى زوجت الكبرى «ميار سيد»، صاحبة الـ27 عامًا، ثم شقيقتها «رقية» التي تصغرها بعامين.

روت «ميار» الابنة الكبرى، كواليس رحلتها مع خالتها، التي أصبحت الأم البديلة لها، بعد وفاة والدتها، خلال حديثها لـ«الوطن»، إذ قالت،«والدي ووالدتي اتوفوا واحنا في ابتدائي وكنا قاعدين مع خالتي أنا واختي ومعانا جدتنا اللي كانت بتشرف عليها وعلى رعايتها كونها مريضة وجليسة السرير».

بعدما انقضت أيام الوفاة اختفى الجميع من المشهد، أصبحت الفتاتان بلا أنيس أو جليس، فيما عدا الخالة التي عكفت على تربيتهما واصطحابهما إلى منزلها، «كانت بتشتغل بدل الشغل اتنين بتصرف علينا كلنا، رفضت عرسان كتير وقالت بنات أختي عندي بالدنيا وده نصيبي اللي ربنا كتبهولي، لحد ما خلصنا تعليمنا ودخلنا كليات مرموقة واشتغلنا وجهزتنا وجوزتنا وبتربي عيالنا دلوقتي».

لم تكتف السيدة فاطمة بما قدمته طوال حياتها، إلا أنها كانت تُحرم نفسها من ملاذ الحياة كالخروج والتنزة حتى تستطع توفير هذه الأموال للفتيات، «عمرها ما خرجت بره البيت، غير على الشغل وبس، وقاعدتها المفضلة هي البلكونة».

حاولت السيدة الستينية توفير كل سُبل الراحة والآمان لـ ميار وشقيقتها، إذ لم تتحمل بعدهما عن أعينها، ما جعلها تقوم ببناء منزل يضمهما وأزواجهما وأطفالهما حتى تقر عينها منهما طوال الوقت، «بنت لنا بيت كل واحدة شقة وقاعدين معاها وسندانا وفي ضهرنا وبتربي ولادنا وقاعدة بيهم، اتعرض عليها الجواز كتير بعد وفاة جدتي فضلت مصرة على موقفها، لما بنسألها نفسك في إيه بتقول لما أقابل والدتكوا هاقولها أني ربيتكوا كويس وأديت الرسالة».

بعد وفاة الأم ظلت ميار وشقيقتها لسنوات عدة تكره الاحتفال بعيد الأم، حتى قررتا التعبير عن حبهما لخالتهما التي أصبحت بمثابة والدتهم، «بعد وفاة والدتي مكناش بنحتفل بيه خالص ومع مرور الوقت بدأنا نجبلها هدية في عيد الأم ساعات تقبلها أو ترفضها تقولنا خليها ليكوا أنتوا هديتي».