رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«مها» اخترعت مبنى مقاوم للزلازل.. ونقلت حياتها من الإسكندرية لـ«سيوة»

كتب: آية المليجى -

10:17 ص | الأربعاء 17 مارس 2021

مها حسان

من 9 أعوام، وضعت المهندسة مها حسان، الخطوط الأولى لفكرة مبنى مقاوم للزلازل، اختراع ظل يراودها منذ الطفولة، حين حاوطتها مشاهد الخراب والدمار إثر زلزال 1992، قوبلت فكرتها بالسخرية من زملائها، سدت آذنيها عن ما سمعته، وظلت في خطاها حتى نجحت في تصميمه وتسجيله في مكتب براءة الاختراع، وتحصد قرابة الـ20 جائزة عالميا.

الحكاية بدأت حين عاصرت «مها» زلزال 1992، وقتها كانت طفلة صغيرة تحيطها رائحة الفزع والرعب، إثر المباني المتهدمة، وضحايا الكارثة الطبيعية، ظل المشهد المحفور في خيالها، فكان قرارها التوصل لحل ينقذ البشرية من خطر الزلازل.

مشاهدة «ناشونال جيوجرافيك» كانت وسيلة «مها»، لتوسيع مداركها، ومع مشاهدتها للكثير من الكوارث وطرق تفاديها، قررت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة قسم عمارة، وداخل كليتها اهتدت للخط الأول الذي تتبعته «الزلزال بيهدم أي مبنى يتحداه» هكذا أيقنت المهندسة الشابة.

طرحت «مها» فكرتها في تصميم مبنى مقاوم للزلازل ذات قاعدة نصف كروية، يقوى على الحركة بشكل آمن مع وقوع الزلزال دون تأثير على المنشأ أو الأشخاص، لكنها قوبلت بسخرية من بعض المحيطين سوى أحد أساتذتها الذي يعد أكبر داعميها.

أجرت «مها» الدراسات اللازمة لفكرة اختراعها، الذي لم يختلف عن أساسيات المبانى العادية في الخامات، فهو أيضا يعتمد على الحديد والإسمنت وغيرهما من مواد البناء، لكن يبقى الاختلاف في القاعدة ذات نصف كروية التي تعتمد على حسابات ونسب دقيقة.

توصلت «مها» لوضع التصميم النهائي لاختراعها الذي يتحدى الزلازل الطبيعية، وحصلت على البراءة النهائية التي تمكنها من حماية الملكية الفكرية لابتكارها.

ورغم حصول المهندسة الثلاثينية على براءة الاختراع، لكنها لم تتمكن من تنفيذ اختراعها، لعدم وجود الدعم المادي لها، كما أنها لم تتمكن من السفر إلى روسيا حين تأهلت لإحدى المسابقات الدولية المقامة في روسيا IAFA لعام 2016، وحصلت وقتها على الميدالية الذهبية دون أن تسافر بنفسها «أنا خدت حوالي 20 جائزة على مستوى العالم بسبب اختراعي.. وساعات مكنتش بقدر أسافر وكنت بعمل توكيل لدكتور خالد النمس، عايش في دبي كان بيسافر ويستلم الجوائز مكاني وبيعمل المناقشات باسمي».

مشوار المهندسة الثلاثينية لم يتوقف عند ذلك إذ أنها نقلت معيشتها، من الإسكندرية إلى واحة سيوة، لتكمل مشوار عملها من تصميمات حديثة مختلفة، تحدت أسرتها وأصرت على العيش هناك «سيوة حتة من الجنة».

بيئة طبيعية خاصة تختلف بها واحة سيوة عن غيرها «هي محمية طبيعية ليها ستايل خاص سواء في تصميم البيوت أو المعيشة»، لكن في الفترة الأخيرة حاول أهالي «سيوة» الاتجاه إلى الحداثة.

«سيوة لما نقلت عيشتي هناك مكنش فيها ولا مهندس معماري»، أسست «مها» مكتبها الهندسي داخل الواحة الطبيعية، وبدأت في التعرف على أهلها وتوطيد علاقاتها بهم، حتى تتمكن من تنفيذ مخططاتها من بناء تصميمات تدمج بين الناحية المعمارية الحديثة والمحافظة على التراث «دا هدفي اللي روحت عشانه.. ونقدر نحافظ على التراث السيوي».

أكثر من 90 تصميم مختلف لمباني وضعت فيها «مها» حجر الأساس بواحة سيوة من تصميم قرية سياحية كاملة لمنازل ومعارض وفنادق صغيرة، فهو مجمل أعمالها داخل واحة سيوة جمعت بها بين المعمار الحديث والتراث السيوي.