رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

يوم المرأة المصرية.. «فادية»: 25 سنة شقا في تربية بناتها الست من بيع «الطعمية»

كتب: منة الصياد -

01:47 م | الثلاثاء 16 مارس 2021

السيدة فادية

مع بزوغ الشمس، تقوم من فراشها لتصلي الفجر، وتجمع عدتها «طاسة كبيرة وأوانٍ وأدوات مختلفة»، وتشق فادية سعد، صاحبة الـ70 عاماً، طريقها إلى أحد شوارع الجمالية بمصر القديمة، وتقوم بتحضير العجينة الخاصة بصنع «الطعمية» التي ينتظرها زبائنها.

حياة يومية عاشتها «فادية» على مدار 25 عاماً، لم تعرف خلالها طريقاً للراحة، حتى تتمكن من إعالة بناتها الست، عقب رحيل الزوج عام 1996، وكان يعمل «أرزقياً»، تاركاً خلفه أسرة مكونة من زوجة و6 فتيات كانت أكبرهن 12 عاماً، وأصغرهن 6 أشهر.

حنان أحمد، الابنة الكبرى للسيدة «فادية»، تكشف جانباً من كفاح والدتها وتربيتها لهن دون كلل أو تقصير: «بعد وفاة بابا سنة 1996، ماما اللي شالت مسئوليتنا وربتنا لوحدها من غير ما حد يساعدها، لأن والدي كان على باب الله ومالهوش دخل أو وظيفة».

وتضيف: «كل يوم بعد أذان الفجر، تصحى تصلي وتغسل حاجتها وعدة الشغل، وتطلع على واحد بيفرم لها عجينة الطعمية بتاعتها، وبعدين تروح تبيعها في مكان بالجمالية».

المساعدة على الدراسة والتعلم والحرص على تزويج بناتها الست، كان الحلم الأول لـ«فادية»، ونجحت في تحقيقه بجدارة: «ماما شقيت وتعبت وربتنا وعلمتنا كلنا وجهزتنا أحسن جهاز لحد ما جوزتنا، كل ده من بيعها للطعمية على فرشتها الصغيرة، وعمرنا ما حسينا بتقصير منها ولا إننا أقل من أي حد، ولحد النهارده بتساعدنا وبتجيب لولادنا «أحفادها» هدايا العيد وفوانيس رمضان كل سنة».

رحلة عُمرة هي الأمنية الأولى والأخيرة التي تحلم بها السبعينية، حسب ابنتها: «نفسها تعمل عمرة، وإحنا نفسنا نساعدها في ده، لأن دي أقل هدية ممكن نقدمها ليها، ونبني ليها سقف للأوضة اللي عايشة فيها، لأنه متهالك وغير آدمي بالمرة».