رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

قلب ولدي حجر.. قرحة بقدم سبعينية منذ 30 عاما: خايفة من "غرغرينا" وبتر

كتب: منة العشماوي -

07:03 م | الخميس 19 ديسمبر 2019

سعاد

30 عامًا من المعاناة والألم والخوف، تمر الأيام والسنوات، والقرح تنهش قدميها، تبحث عن الراحة بكل السبل والطرق، لم تترك باب طبيب في إسكندرية إلا وطرقته، الجرح يزيد، سواء من قوة الألم، أو من جحود قلب فلذة كبدها، وأقرب الناس لها، إلا ابنة واحدة.

سعاد علي عبدالدايم، سيدة تبلغ من العمر 71 عامًا، تعاني من قرحة مزمنة بسبب الدوالي المنتشرة في قدميها، لتقضي 30 عامًا في العلاج، بين أدوية وأطباء وتغيير على الجرح: "روحت لدكاترة كتير، ولفيت على كل الدكاترة، قالولي ملكيش غير تغيير على رجلك، وتاخدي دوا لأنك عندك عيب خلقي في الشرايين، مينفعش تعملي أي عمليات وتقفلي، على الجرح هيفضل موجود"، بحسب قولها لـ"الوطن".

مع مرور السنوات، تدهورت حالة السيدة السبعينية، التي تعيش في الإسكندرية مع ابنتها رشا سعد، حتى أنها أصبحت الآن، معرضة في أي وقت أن يصل الأمر إلى غرغرينا في قدميها، ويحدث بتر: "الأيام اللي فاتت أخدت علاج من 5 شهور، بحوالي 15 ألف جنيه، ومعملش أي حاجة فدخلنا في سكة جديدة، إن الدكاترة كتبولها أننا نعمل عملية شفط، عايزين يشفطوا الميكروب اللي في رجليها بجهاز"، وفقا لحديث ابنتها لـ"الوطن".

تكلفة العملية والعلاج، تصل لنحو 24 ألف جنيه لجهاز الشفط، و3 آلاف علاج شهري، عائق كبير لدى الابنة التي تحملت مسؤولية مصاريف والدتها، منذ كانت تبلغ من العمر 14 عامًا، وتركت المدرسة بسببها، بعد طردهما من منزل، كانت تخدم فيه سعاد، حيث كانتا مقيمتان لدى أصحاب البيت، قائلة: "كنا بنأكل ونشرب وننام عندهم، أمي كانت مطلقة، ولما بدأت تتعب جامد، الدكاترة منعوها من الشغل، فقالولها احنا مش عايزينك، من ساعتها وأنا اللي بصرف عليها، من حوالي 15 سنة".

بين "سكرتيرة وعاملة منزل وبائعة في محلات".. تعددت الأعمال التي امتهنتها رشا، البالغة من العمر 33 عامًا، من أجل إيجار منزل للسكن فيه مع أمها، والصرف على علاجها: "اشتغلت في كل حاجة عشان أعيشها كويس، بس دلوقتي مبقتش عارفة، علشان اضطريت أسيب كل ده، وابيع ملابس من البيت للجيران والأصحاب، علشان حالتها بقت صعبة، مينفعش أسيبها ومبقتش عارفة أحوش واشتري بضاعة جديدة، كله رايح على العلاج الغالي أوي".

"أنا كل حاجة في حياتها، أمي شافت كتير واتبهدلت، وملقتش حد حنين عليها".. وصف رشا رغم أنها ليست ابنة سعاد الوحيدة، حيث إن لديها أبناء آخرين "رجل وسيدة"، ولكن ينفرون من السؤال عليها، أو زيارتها، رغم أن حالتهما المادية، ربما تكون جيدة، بحسب وصف سعاد ورشا: "عندي ابن وابنة متجوزين مش من نفس أب رشا، بس محدش منهم بيسأل عني ولا بيراعيني غير بنتي دي، وابني مش فقير، عنده ورشة ميكانيكا، لما روحتله قالي مش هساعدك مراتي أولى".

رشا ترفض الزواج، لعدم استطاعتها ترك والدتها، لأنها تحتاج الرعاية الدائمة: "اللي بيجيلي يا مستعجل وأنا معيش فلوس اجهز نفسي، يا رافض موضوع أمي واخواتي راميين عليا كل حاجة ومش بيعبروها"، واستكملت سعاد حديث الابنة بأن حتى أشقاء الأم، لا يساعدونها رغم أن ظروف بعضهم جيدة.

قلق الأم والابنة حاليا، هو وصول حالة سعاد إلى الـ"غرغرينا" وبتر القدم، موضحة: "المشكلة أن جسمها خد مناعة من الأدوية، ومشكلتي حاليا مبقتش عارفة أوفر لها العلاج بتاعها، مش بس الجهاز، والميكروب بيزيد، وأنا لوحدي في كل حاجة، ولو حصل لرجليها حاجة، مش هعرف أشيلها، وأنا مبقتش قادرة على كده، مش عايزة فلوس، محتاجة حد يجيب علاج شهري، ويجي يتأكد من حالتها وتعمل الجهاز".