رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

«حب في العزل».. طبيبان أجلا زفافهما من أجل كورونا: مع بعض للآخر

كتب: سمر صالح -

10:06 م | الأحد 14 فبراير 2021

الدكتور أحمد وخطيبة الدكتورة زينب

جدران مستشفى أسوان التخصصي كادت تنطق من صدق المشاعر التي جمعت الطبيب أحمد قاسم والطبيبة زينب محمود، خلال عملهما معًا، كان الحب يسري بينهما، حتى صارح كلا منهما الآخر بما يحمله في صدره من مشاعر، مراسم الخطوبة التي تمت وسط احتفالا كبيرا في مطلع يناير من العام الماضي، لا يزال الجميع يتحاكى بجمالها، عاشا مشاعر قوية بلغت بهما عنان السماء وظنّا حينها أن الوباء المستجد الذي باتت أخباره متداولة لن يخرج عن حدود الصين، منبع الفيروس، ولكن إذا بالمشهد يختلف تماما من حولهما.

الخطوبة في يناير 2020 وتم استدعاء الدكتور أحمد إلى العزل نهاية مارس 

مكالمة هاتفية إلى الطبيب المتخصص في أمراض النساء في مارس الماضي، من مستشفى أسوان التخصصي تخبره بحاجتهم إليه للانضمام ضمن الفريق الطبي الموجود في العزل حين ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، لم يتردد في الموافقة لحظة، رغم اختلاف تخصصه عن التخصصات التي يتطلبها العزل، ولكن«الضرورة تحكم»، وبحسب روايته لـ«الوطن» أخبر خطيبته، التي تملك الخوف من قلبها، بالقرار المفاجئ وظلت تدعمه كل لحظة حتى بدأ مهمته الجديدة.

مكالمات هاتفية، مدتها لم تتجاوز الدقائق المعدودة، لم تنقطع بين الدكتور «أحمد» وخطيبته تطمئن عليه على مدار اليوم وتوصيه بالحذر واتباع الإجراءات الاحترازية خوفا عليه من العدوى بالوباء الذي اقتحم تفاصيل حياتهما دون سابق إنذار وحرمهما من فرحة أشهر الخطوبة، «طول الوقت هي اللي كانت بتهون عليا المهمة الجديدة وصعوبتها»، بحسب وصفه.

الخوف والقلق يتملك من الطبيبة الشابة على خطيبها

أيام الانتظار مرت كالسنين على الطبيبة الشابة قلقًا وخوفًا على حبيبها الذي حال بينه وبينها جدران العزل، إلا أن القدر كان له كلمة آخرى معهما، استقبلت هي الآخرى مكالمة هاتفية من مستشفى أسوان التخصصي التي تعمل بها، تخبرها بحاجتهم إليها للانضمام إلى الفريق الطبي داخل العزل، مشاعر خوف كسرتها الفرحة لرؤية حبيبها ومشاركته مهمته الإنسانية.

انضمت زينب إلى العزل في أبريل الماضي وبدأت رحلتهما من الموجة الأولى

في ذروة الموجة الأولى من الوباء وتحديدا في أبريل الماضي، انضمت طبيبة الأطفال إلى عزل أسوان التخصصي، وقرت عينها برؤية خطيبتها، وبدأت مرحلة جديدة من قصة حبهما، مسؤولية بالسند والمودة تبادلاها بإتقان، يختلس كل منهما دقائق لرؤية الأخر والاطمئنان عليه وينصرفا سريعا لمتابعة مرضاهم، اجتازا الاختبار بنجاح ومرت الموجة الأولى من الوباء بسلام.

 أسابيع قليلة فصلت «أحمد وزينب» عن الموجة الأولى حتى تجددت الذروة وأعلنت البلاد الدخول في الموجة الثانية مع نوفمبر الماضي دون أن يتمكنا من إنهاء تجهيزات عش الزوجية، بدأ العد التنازلي لموعد الزفاف المقرر في أول يناير من العام الجديد ولم يتغير من الأمر شيء: «اتفقنا نأجل فرحنا لحد ما أزمة كورونا تعدي وتعاهدا على السير معًا كتفًا بكتف».

تم تأجيل موعد الزفاف المقرر في يناير لحين انتهاء أزمة كورونا

إرجاء موعد الزفاف لم ينل من عزيمة الطبيبين ولا من حبهما لعملهما الإنساني، لا يزال الثنائي نموذجًا يضرب به الجميع الأمثال، حبيبا شجاعًا مخلصًا وحبيبة صبورة مثابرة، يحلمان بيوم يعلن فيه العالم الانتصار على «شبح» كورونا ليكملا تجهيزات الزفاف المؤجل بأمر الوباء.