كتب: سمر صالح -
01:47 م | السبت 06 فبراير 2021
عقار قديم بحي القلعة التاريخي باتت تصدح منه أصوات الشباب العاشق للتراث والحضارة، دبت فيه الحياة بعد سكون دام نحو خمسة عشر عاما، يأتون إليه مع سطوع شمس الضحى يزينون جدرانه بما يعكس روح زائريه من محترفي الصناعات الإبداعية والتراث والعمارة والفنون والحِرف والتصوير، يجتمعون في مساحة آمنة بقلب القاهرة التاریخیة، يلهمهم التراث العمراني للمعالم الأثرية المحيطة بهم فتتجلى مواهبهم التي اجتمعوا من أجلها دون سابق معرفة تجمعهم.
منذ نحو 7 سنوات نما حب السفر والاكتشاف في قلب «ندى» فدشنت مبادرتها «تعالوا نعرف مصر» تتنقل بين الشوارع والحارات لاكتشاف معالمها، حتى قادتها الصدفة يومًا لإعلان بيع شقة قديمة في أحد العقارات المطلة على ساحة مسجد السلطان حسن، فباتت نواة مشروعها الثقافي الجديد، «منطقة القلعة قريبة لقلبي وبحبها قررت أشتري الشقة وعرضت الفكرة على صديقتي شيماء ورحبت بيها واخترنا نخصصها مقر لمشروع ثقافي جديد بيجمع هواة الفن والثقافة في قلب القاهرة التاريخية»، تقول الفتاة العاشقة للسفر في بداية حديثها لـ«الوطن».
الباب مغطى بأكوام التراب والجدران كالح لونها من أثر الزمن والظلام يغطي أرجاءها، هكذا كانت تبدو الشقة التي اشترتها «ندى» في قلب القاهرة التاريخية، وفي غضون أيام قليلة وبمساعدة أصدقائها المؤمنين بحلمها بدأت ملامح المكان تتبدل، أعمال تنظيف وترميم بكل ركن كسرت جمود المكان وحولت ظلامه إلى نور، «بدأت أطبق دراستي للدكتوراه في ترميم المباني الأثرية في الشقة وبدأ المكان يتغير تماما».
«تكية مسافر» اسم المشروع الذي اقتربت ندى من افتتاحه، جاء اختيار اسم التكية نسبة إلى العصور القديمة التي تأثر قلبها، «التكية كانت زمان المكان اللي بيلجأ ليه الفقراء دلوقتي عكسنا الموضوع والمكان هيكون تكية لكل واحد من محبي الفن والثقافة، هيدخل رحلة لعالم الثقافة ويقدر في المكان يقرأ أو يمارس الحرفة اللي بيحبها»، بحسب وصف ندى.
إيمانها التام بأهمية التعليم والثقافة دفعها لتخصيص مكان في «التكية» للأطفال يجمع كتب ومجلات تناسب فئتهم العمرية ورسوم تعليمية مختلفة، «هيكون مساحة آمنة ليهم للتعليم والقراءة».