كتب: آية أشرف - حسين ابراهيم -
07:13 ص | الجمعة 05 فبراير 2021
لم تضحك الحياة كثيرًا، للمهندس أحمد فريد، صاحب الـ 65 عاما، ربما كانت آخر حياته الهنيئة قبل إنجاب طفلته الأولى، عقب زواجه منذ 37 عاما مضت، زيجة عادية أعقبها حمل زوجته التي قُدر لها الله إنجاب أول طفلة له بإعاقة حركية، حتى إنها لم تقوى على قبول الحياة، لتودعها عقب 4 شهور من ولادتها.
كانت الصدمة الأولى للأب المكلوم على طفلته الأولى، التي لم تشبع عيناه منها، لتودعه نهائيًا، ويدفنها بيده بعد وفاتها مباشرة بشكل مفاجئ.
أشهر قليلة وقررت زوجة المهندس تبشيره بخبر حملها مُجددًا، تعويضًا عن طفلة فقدها الثنائي، حتى بات ينتظرها بفارغ الصبر.
9 أشهر، وجاءت الطفلة الثانية، التي قدر لها الله أن تولد بضمور بالمخ والعضلات، حتى أنها كانت تفقد القدر على الحركة والإدراك، ربما الابتلاء لم يتوقف إلى هذا الحد، حتى أنجب الأب طفلا ثالثا يدعى «محمد» وُلد بنفس الإعاقة الحركية والإدراكية، عقب ولادة شقيقته بعام واحد.
تحولت حياة مهندس الإلكترونيات، لدوامة كبيرة بين المستشفيات والعلاجات، خسر فيها أمواله، وعمله، وصحته، بل وصحة زوجته، التي أصابتها الأمراض المزمنة حتى باتت قعيدة فراش.
أكثر من 100 ألف جنيه، أنفقها الأب على ولده، وابنته المعاقين على أمل علاجهما لكن دون جدوى، عام خلف الآخر، وحتى 34 عامًا والثنائي بنفس إعاقتهما دون تطور، بالتوازي مع تدهور حالة الأم.
بنظرة تحمل حسرة على الماضي، وتشبث بالحياة، وابتسامة رضا، أكد الأب أنه بات يحمل الطفلين طيلة هذه الأعوام على عاتقه، فضلًا عن والدتهما التي تحتاج لرعاية أيضًا، قائلًا: «حتى الشغل سبته عشان أجري بيهم على الدكاترة لكن مفيش نصيب يتعالجوا، بقوا يكبروا بمرضهم وكبرنا معاهم»، متابعًا خلال حديثه لـ «هن»: «معنديش غيرهم أخد بالي منهم».
أما عن عمله وأمواله، فأكد الأب أنه خسر كل ما يملك، ورشته وعمله، و100 ألف جنيه، إلا إنهم كانوا بدون جدوى، فالأطفال لم يعالجوا حتى الآن، وبات الأب أكثر من 33 عاما يخدمهم: «بشيلهم وأكلهم وأخرجهم، وادخلهم الحمام، وأغيرلهم البامبرز، أنا أبوهم وأمهم بعد ما مراتي تعبت، وبخدمها هي كمان حِسها بالدنيا».
صدمة وربما كانت رصاصة رحمة، بعدما ودع الأب المكلوم، ابنته العام الماضي، عن عمر 32 عاما، ليبقى له الابن الأخير صاحب الإعاقة: «مش باقيلي غير محمد بركة البيت، متعلق بيا زي العيال الصغيرة، هو وأمه في رقبتي لحد ما أموت».
وأكد الأب أنه بحاجة لمعاش للإنفاق على نجله وعلاجه، خاصة أنه لم يعد له مصدر رزق.