رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"تيوانا" من إعاقة نادرة إلى تفوق رياضي.. ووالدتها: "بطلة سباحة مفيش حاجة بتوقفها"

كتب: آية المليجى -

11:27 م | الأربعاء 28 أغسطس 2019

الطفلة تيوانا

تسارعت دقات قلب "مي إبراهيم"، حينما لامست جسد طفلتها الأولى "تيوانا"، إحساس لم تذق حلاوته من قبل عند ضمتها إلى أحضانها، كأنها امتلكت الدنيا بين يديها، لكن شعور غريب انتابها بأن مولودتها ليست على ما يرام.. حركة اهتزاز العين التي لاحظتها في رضيعتها زادت شكوكها رغم أحاديث من حولها بأن طفلتها بخير، فتتعددت زيارات الأم لدى الأطباء، لتكتشف أن حالة مولودتها نادرة غير أنها لم تعرف طبيعتها في البداية، وعقب 8 سنوات من التشخيصات الطبية المتعددة اتضح أن "تيوانا" تعاني من قصور بصري دماغي، أفقدها القدرة على الرؤية رغم درجة إبصارها العالية.

الأعين المفتوحة لدى "تيوانا" تعطي شعور بأنها في حالة طبيعية وترى كل ما يقع أمامها، فأعينها سليمة ولا شيء بها، لكن خلل جيني أصابها بقصور بصري دماغي، لتصبح الطفة الصغيرة غير قادرة على الرؤية مثل قريناتها، ورغم ذلك القصور غير أن الطفلة باتت متفوقة رياضيا، وتغلبت على إعاقتها وحققت نجاحا رياضيا ملموسا، فإعاقة الطفلة النادرة لم توقف الأم عن الإيمان بقدرات طفلتها، فقد حصدت "تيوانا" المركز الرابع في بطولة الجمهورية للسباحة، كما حصدت ميداليتين برونزيتين ضمن كأس مصر التابع لاتحاد المكفوفين لعام 2019.

"مش واقفين عند الإعاقة.. ربنا بيعوضنا بحاجات تانية"، تصف الأم لـ"هن" رحلة كفاحها مع طفلتها الصغيرة، فمنذ بلوغ "تيوانا" شهرها التاسع حرصت الأم على تعليمها السباحة بنفسها، تقول: "كنت أنا اللي بمرنها.. وهي جوا المايه بتعتمد على صوت صدى المياه وتعرف تعوم"، ظلت "مي" تمرن طفلتها حتى عامها الثالث وألحقت بها ضمن صفوف نادي سموحة للسباحة، الذي ضم إعاقات مختلفة.

 

وعن حالة الطفلة، تقول الأم إن الحواس الأخرى لدى ابنتها تعمل بكفاة أعلى من أعينها، التي تأخذ وقت طويل حتى تتمكن من الرؤية، "بنتي بتاخد وقت طويل عقبال ما تشوف أي حاجة قدامها.. عينها سليمة والمخ كمان.. لكن هي عندها تأخر في العصب البصري ودا اللي بيأخر أي حاجة تشوفها".

8 أعوام من الزيارات الطبية قطعتها "مي" برفقة طفلتها، فحيرة كبيرة كانت تجدها لدى الأطباء الذين لم يتعرفوا على طبيعة مرض "تيوانا"، "التشخيص مكنش واضح.. محدش كان عارف يحدد إيه مشكلة تيوانا.. لغاية ما استقرينا على القصور البصري وأن عندها طيف توحد.. دا أقرب تشخيص للحقيقة".

 

التركيز والتدريب المستمر على الرؤية، هو النهج الذي تتبعه "مي" مع طفلتها حتى تمكنها من تحسين حالة الرؤية لديها، تتابع: "دايمًا بركز معها على أنها بتشوف.. وهي تبدأ تحس وتلمس الحاجة اللي قدمها لغاية ما تتعود عليها"، لكن التحاق "تيوانا" صاحبة الـ9 أعوام، بالمدرسة جعلها تلجأ لاستخدام البرنامج الناطق للمكفوفين على الكمبيوتر، فهي طالبة بالصف الثاني الابتدائي الآن، تؤكد الأم: "رفضت أن بنتي تستخدم طريقة برايل.. وهي بتستخدم البرنامج على الكمبيوتر".

"تيوانا هي اسم على مسمى" هكذا وصفتها والدتها، "تيوانا هي اسم مكسيكي معناه أي حاجة قريبة من البحر، فهي الطفلة صاحبة الحالة النادرة"، تتابع الأم: "تيوانا لسة عندها كتير تعمله.. الإعاقة مش هتوقفنا".