داخل غرفة حبيسة بين 4 حوائط، لا يرافقها أحد سوى الوحدة منذ أن كانت في المرحلة الثانوية، أمسكت بهاتفها المحمول وبدأت تتصفح المواقع حتى هداها تفكيرها لصنع المجسمات التي تعبر عن المشاعر المؤلمة التي تعاني منها كالقلق والتوتر.

وجدت هبة شتله، ابنة شبين الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية، في منتصف العشرينات من عمرها، وتخرجت في كلية التجارة، متعتها في المجسمات، بجانب عملها كموظفة في هيئة الأبنية التعليمية، لتكن أول من أتقنت فن صناعة المجسمات من الأسلاك، وما يُعرف باسم  «Wire Art»، داخل محافظتها ومن أوائل الفنانين بمصر.

«وردة من الأسلاك ودراجة صغيرة»، كانت تلك المحاولات الأولى التي بدأت بها هبة، حتى أجادت فن صناعة المجسمات، والتي روت كواليس رحلتها خلال حديثها لـ«الوطن»، قائلةً «والدتي كان عندها تحف وفيها أسلاك رفيعة كنت بقطعهم وأعمل بيهم أشكال، ونصحتني صديقة ليا بالتعمق فيه من خلال الرجوع لرواد الفن، وقمت بالبحث في موقع جوجل وبدأت في صناعته».

هبة تبدع في صناعة المجسمات وتعبر عن قضايا المجتمع

5 سنوات من السعي والابتكار، حاولت من خلالهم «هبة» إيصال رسالتها في الفن التعبيري وبخاصة القلق والاكتئاب، وخلق مساحة للتعبير عن فنها وعن القضايا الهامة كقضايا الحرب، «بدأت بأسلاك نحاسية من محلات الكهرباء، وأخدت من المجسمات الفن التعبيري، ويبقى عندي شغل متنوع، كنت بتخيلني في الوضع ده محبوسة في أفكاري، عملت حد منكمش وعليه قفص دليل عن الخوف، ورعشات خفيفة وشخص بينفجر».

مجسمات شيطانية وجاذبة للجن والعفاريت

العديد من الانتقادات والكلمات المليئة بالسخرية تلقتها الشابة العشرينية على فنها، والتي كانت جعلتها تتراجع عن عملها بعض الوقت ولكنها قررت استكمال فنها، «كانوا بيقولوا عليها مجسمات الشياطين وجاذبة الجن والعفاريت، فضلًا عن تسميتها بالأصنام، وشكلهم مرعب، وفيه شيخ قال لوالدتي إن اللي بعمله حرام».

 تحلم الشابة العشرينية بمشاركه أعمالها في المعارض، «كنت برفض أعرض منتجاتي للبيع، كونها جزء مني ومن أفكاري وتعبر عني، ونفسي أعمل معرض كبير بأسمي».