رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«سلوى» تتحدى توحد طفلتيها التوأم بمركز تأهيلي: نفسي ما يحتاجوش لحد «صور»

كتب: آية المليجى -

01:35 ص | الأربعاء 27 يناير 2021

رؤى ورقية

قبل 10 أعوام كانت «سلوى» على موعد من الفرحة المحاطة بالقلق بعدما فاجئتها آلام المخاض في الشهر الثامن، وضعت طفلتيها التوأم، ذاقت معهم حلاوة الأمومة وحاوطتهما بالاهتمام والرعاية، لكن أمرًا ما ظل يؤرق راحتها من حين لآخر، تجاه الطفلتين، وعقب عامين ونصف من الحيرة أدركت الأم الثلاثينية إصابة طفلتيها بالتوحد.

رحلة سلوى فتحي مع طفليتها «رؤى ورقية» بدأت حين بلغتا العامين ونصف، دون تفاعل مع من حولهم، أو الانجذاب للمؤثرات الصوتية أو الالتفات للأم حين تنادي بأسمائهن: «لما كنت بنده عليهم مش بيردوا.. ولا كانوا بيتفاعلوا لما يشوفوا بابهم جي من الشغل»، استشارت الأم أقاربها وأصدقائها دون إجابة تريح قلبها، وبالبحث عبر شبكة الانترنت توصل الأب أن حالة ابنتيه تتفق مع سمات مرض التوحد، كلمة غريبة لم تدرك الأم مفهومها الصحيح: «مكنتش فاهمة يعني إيه توحد».

العودة إلى مصر، وتحديدًا في مدينة طما محافظة سوهاج، كان القرار الذي اتخذته الأم فورًا، فالجولة المرهقة بين أطباء المخ والأعصاب تقطعها وهي في أحضان أسرتها، يمدوها بالطاقة التي تزيح عنها القلق والخوف على ابنتيها: «هما فرحتي الأول.. مكنتش لسة فاهمة حاجة»، وداخل إحدى عيادات الطبية تعرفت الأم على طبيعة المرض المبهم، الذي يلازم طفلتيها، وهو ما يستوجب خطة علاجية تأهيلية. 

بقيت عارفة كل حاجة عن مرضهم

سارت الأم على الخطة المحكمة التي وضعت بإشراف طبي، لتأهيل طفليتها التوأم، لكنها لم تجده أمرًا كافيًا لتلتحق هي الأخرى للتدريب مع أخصائية لمرضى التوحد، لتدرك جيدًا متابعة واحتياجات طفلتيها: «بقيت عارفة كل حاجة عن مرضهم.. وفهمته».

معاناة «سلوى» لم تكن في فهم طبيعة المرض فحسب، لكن في جهدها المضاعف، فهي أم لطفلتين تؤأم، وهو ما زاد من الصعوبة عليها، خاصة أن الاختلاف كان سمة بين الطفلتين: «كل واحدة كانت مختلفة عن التانية.. يومي كله كان عليهم بس.. وبضطر أتابع كل واحدة لوحدها في الاحتياجات الأساسية».

بيساعدوني في البيت

سارت الأم على الخطة التأهيلية التي وضعتها، لتجني ثمارها بتطور حالة طفلتيها من التفاعل مع باقي اخواتهم الأصغر، وتعلم القراءة والكتابة بعدما التحقتا بمدسة الدمج، ومعايشة طفولتهم مع أقرانهم والاستجابة في سد احتياجات المنزل: «الوضع اختلف عن زمان.. دلوقتي كمان بقوا يساعدوني في البيت».

عدم معرفة «سلوى» بطبيعة مرض ابنتيها، خلق بداخلها الرغبة في المساعدة بفهم الجميع عن مرض التوحد، لتقرر مع شقيقتيها إنشاء مركز لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة طما بسوهاج: «نفسي أوصل لكل أم وأقدر أساعدها وأديها أمل لبكرة لإني حاسة بيهم جدًا.. ونفسي الناس تعرف يعني إيه توحد عشان يتقبلوا أولادنا».

فتحت «سلوى» المركز قبل عامين، ليتكرر بداخلها مشاعر الفرحة مع تقدم كل حالة طفل يتابع المركز حالته: «بفرح وبحس إني حققت هدفي.. وقدرت أفرح الأمهات اللي زي وأديهم الأمل».

علاج الطفلتين لم ينتهي في يوم وليلة، فمازالت الأم تهتم بتطورات حالة طفلتيها ومراعاة شئونهم: «نفسي يبقوا طبيعيين أو حتى أقرب للطبيعى.. عشان يعتمدوا على نفسهم في كل حاجة وميحتاجوش لحد»، لتشارك الأم الثلاثينية قصتها على جروب «SugaRs Belive In MOMS».