رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ«100 راجل».. «محروسة» تعول أسرتها من على كرسي متحرك: شيف وهاند ميد وسواقة

كتب: غادة شعبان -

09:03 م | الأحد 24 يناير 2021

محروسة سالم

في تمام الساعة الخامسة كل صباح، تستيقظ من نومها تتوضأ وتصلي فرضها داعيةً ربنا أن يحفظ لها زوجها وأبناءها الذين تتراوح أعمارهم بين الـ9 و15 عاما، ترعى شؤون أسرتها وهي على كرسيها المتحرك إذ تجد السيدة محروسة سالم، في أواخر الثلاثينيات من عمرها، من مدينة السلام، راحتها في كنف أسرتها، فهي المعيل لهم رغم كونها من ذوى القدرات الخاصة، وتعاني من ضمور بالعضلات.

العديد من الأعمال تتقنها محروسة، التي تحاول بشتى الطرق إثبات بأنها بكامل صحتها رغم كونها جليسة على كرسيها المتحرك، إذ تبحث عن قوت عيشها من خلال قيادة التروسيكل ونقل مستلزمات الآخرين من أطعمة وأثاث، فضلًا عن إجادتها الهاند ميد والذي ذاع صيته في أوساط أوروبا، إلى جانب طهي الطعام وبأصنافِ مختلفة.

«ربنا خلقني مختلفة مبسوطة بيها وسعيدة بيها، وطالما بيتي محتاج لازم أكون قد المسؤولية»، بهذة العبارة بدأت السيدة محروسة حديثها لـ«الوطن»، قائلةً «زوجي كل حاجة حلوة في حياتي، ساندتي وآمن بيا، ساعدني أواجه الناس، وبعد مرض زوجي قررت أنزل أشتغل بنفسي وأعول البيت».

محروسة عانت من ضمور العضلات ونظرة المجتمع

لم تكن تريد قريتها الاعتراف بأن لديهم طفلة من ذوى القدرات الخاصة خوفًا من نظرة المجتمع، لتقضي محروسة سنوات طوال تُعاقب على ذنب ليس من شأنها ولا شأنهم أن تُعاقب عليه، حتى أن تعرفت على زوجها الذي كانت نظرته لها ليس كباقي الأشخاص، إذ توسم بها الزوجة والأم والسند، «عاملة 49 عملية في رجلي، ولكن ربنا مديني قدرة إني اشتغل وأعمل كل اللي بيعمله غيري».

محروسة تطهي أكثر من صنف وهي على كرسيها المتحرك

تستطع محروسة طهي العديد من الأصناف في آن واحد، إذ يحب البعض تناول الأطعمة من يديها، «بقوم الصبح أحضر الفطار لولادي وأخرج أشتغل وعلى الضهر أرجع أدخل المطبخ زي أي أم وأعمل الأكل لأسرتي، أوقات بيساعدني أولادي وأوقات بشتغل لوحدي، وهما بيظبطوا البيت، كل واحد بيشوف اللي وراه».

وعن كيفية تعامل أطفالها مع وضعها، قالت «أولادي عارفين إنهم مختلفين عن الناس كلها وأنا زرعت فيهم المسؤولية وإزاي يحبوا البيت اللي هما اتربوا فيه».

فوجئت محروسة بإيجادتها للمشغولات اليدوية، وهو الأمر الذي وجدت فيه طاقة نور أخرى تساعدها على الإنفاق وتوفير مستلزمات أسرتها، «بالصدفة اكتشفت إني بعرف اشتغل الهاند ميد، وبدأت اتقنها وأنزلها السوق وربنا أكرمنا وآخر حاجة عملتها اسمها عروسة الزفة، وهي مجموعة عرائس بقاعة أفراح، ووصلت شهرتها لفرنسا».