رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«فتحية» كعب داير بين سرطان الأطفال ومعهد الأورام: زوجي وابني مصابان بالخبيث

كتب: آية أشرف -

05:26 م | الثلاثاء 12 يناير 2021

محمود طفل السرطان

كانت حياة هنيئة، لا يعكر صفوها سوى البحث عن الإنجاب، 10 سنوات قضتها «فتحية سعيد» برفقة زوجها، يحاولان الإنجاب بشتى الطُرق، باتت أماكن تنزهاتهما هي العيادات والمستشفيات، لا يريدون سوى أن يطعمهما الله بالذرية الصالحة.

وصل الأمر لعمليات الحقن المجهري، وأطفال الأنانبيب، التي جنت ثمارها في النهاية، بعدما قدر الله أن تحمل «فتحية» توأم أنابيب في أحشائها. 

9 أشهر انتظرتهما «فتحية» وزوجها بفارغ الصبر، تتحسس بأيديها يوميًا على بطنها تراقب حركاتهما، تحاول سماع نبضهما، حتى أنجبتهما، فكان أسعد أيامها وهي تحتضن توأميها الصُغار، محاولة تصديق حلمها الذي تحقق أخيرًا.

أيام وأشهر، بل وسنوات تعيش أسرة «فتحية» حياة مستقرة، هادئة، بين العمل والدراسة والتدريبات بالنادي، حتى انقلبت حياتها منذ 5 سنوات، رأسًا على عقب، فبعدما أكمل طفليها عامهما السابع، لم تسر الحياة كما أرادت، فقدر الله سبحانه وتعالى كان قُدر بالفعل.

إغماء وتعب شديد شعر به طفلها «محمود» خلال تدريبه بلعبته المفضلة «الجمباز» فلم تعتقد الأم، أن الشعور بالإعياء سيكون محطتها لاكتشاف إصابة طفلها بالسرطان عن طريق الصدفة، واحد من أشد أنواع السرطان كان سببًا في بتر قدم طفلها، لتعيش تجربة قاسية لم تفيق منها إلا بلإصابة زوجها أيضًا بسرطان بالغدد، لتبدأ الأم والزوجة رحلة بين معهد الأورام ومستشفى السرطان. 

الانتظار أصبح طويلًا داخل المستشفيات، أملا في الحصول على نتيجة تحاليل وإشاعات تطمئن قلبها، بعدما انقلبت الحياة 180 درجة، إذ تم تشخيص الزوج والأبن معا باصابتهما بمرض السرطان، وظلت «فتحية» هي الجندي المجهول. 

«لما ابني قال رجلي بتوجعني، قلت يمكن من اللعب والإرهاق لكن بمجرد ما كشفنا الدكتور مطمنيش، وطلب أشعة وتحاليل، لما عملتها قالي فورًا على مستشفى علاج الأطفال من السرطان».. هكذا بدأت الأم حديثها، مؤكدة إنها شعرت وكأن ما تعيشه كابوس. 

متابعة: «ابني طلع عنده أشد أنواع السرطانات في العظام، كان لازم بتر، ورفضنا، لكن كان الحل الوحيد قدامنا في النهاية، كان الحل الوحيد وإحنا بقالنا سنين بنتعالج على الفاضي». 

74 عملية بالقدم، لم تجني نتائج مرضية، فالسرطان ينهش فب عظامه، فكان البتر هو الحل: «زاره ناس كتير منهم الفنان أحمد فلوكس اللي قعد معاه وأقنعه، وفعلًا محمود وافق إنه يبتر رجله». 

ساعات هي الأكثر مرارة عاشتها الأم أمام غرفة العمليات انتهت بسقوطها على الفور: «لما دخلت عليه بعد العملية وشفت رجله مبتورة وقعت من طولي، لكن يمكن اللي ساعدني وقواني هو انتصار ابني أخيرًا على السرطان حتى لو كان التمن رجليه». 

رحلة «فتحية» الشاقة كانت مزدوجة، فلم يصيب السرطان الأبن فقط، لكن الزوج أيضًا الذي عانى من سرطان الغدد، حولت مساره لمعهد الأورام، برفقة شريكة حياته زوجته وأم ابناءه.

تستطرد الزوجة والأم، حديثها لـ «هُن»: «كنت بروح مع جوزي معهد الأورام، وبعدين مع محمود ابني مستشفى السرطان، بقت حياتنا تحاليل ومستشفيات، وكيماوي وعمليات لكن فضل يقيني بربنا إنه هيسندني ويقويني». 

مواقف صعبة كانت تمر بها «فتحية» حينما يحتاجها الثنائي: «كان ساعات الاتنين يبقوا محتاجني، بوصل جوزي وأسيبه، وارجع أودي ابني وأقعد معاه، لكن دلوقتي الحمد لله ابني خف، وجوزي في رحلة العلاج».

فعلى الرغم من تخلص «محمود» صاحب الـ 12 عام، حاليًا من السرطان، إلا إنه لم يُنجى من التنمر الذي يتعرض له يوميًا: «صحابه بيقولوله يا أبو نص رجل، يا أبو رجل حديد وفعلًا بيتنمروا عليه لكن بحاول اهديه». 

تعيش «فتحية» بقلب راضِ ومطمئن متعلق بالله: «الحمد لله راضية بقضاء ربنا وقدره، واقفة مع جوزي، ونفسي ابني يحقق أحلامه، نفسه يبقى فارس ويقابل أحمد السقا، زي ماقابل فنانين كتير».