في كثير من الأحيان عند الوقوع في مشكلات كبيرة، أو مواجهة أزمات صعبة، يرى بعض الأشخاص أن الانتحار هو الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم، إذ يفضلون الهرب والابتعاد عن الحياة نهائيا.

وتحوي دفاتر الطب والعلاج النفسي، أسرار عديدة ومختلفة، تحمل بين طياتها كم هائل من المواقف الغريبة.. «هن» تتواصل مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، ليروي أغرب القصص التي عايشها في عيادته الخاصة.

انتحار طالبة في قنا بعد دعابة شقيقها

داخل إحدى قرى محافظة قنا، منذ 4 أعوام، كان الهدوء التام يخيم على أحد المنازل، انتظارا لسماع نتيجة الابنة في الشهادة الثانوية العامة، والاستعداد للاحتفال بمجموعها الكبير، إذ كانت من المتفوقين في دراستها، لكن بدلا من سماع الزغاريط، عم الصراخ والنواح أرجاء المكان، حيث لفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة، بعد لحظات من إعلان النتيجة.

«البنت كانت في تالتة ثانوي شعبة أدبي، وكانت شاطرة جدا ونفسها تدخل كلية إعلام عشان تطلع صحفية، وكانت طول السنة بتذاكر باجتهاد، لدرجة إن أسرتها كانوا ضامنين تفوقها بمجموع كبير جدا، وهما كانوا من قرية بعيدة عن المدينة أو زي ما بيقولو هناك البندر، فأول ما النتيجة طلعت، أخوها الصغير راح عشان يجيبها ليها»، بحسب الدكتور جمال فرويز.

يواصل استشاري الطب النفسي: «الولد الصغير لما رجع حب يعمل مقلب في أخته عادي زي ما بيحصل كتير، بس هو للأسف اختار وقت غلط، فرجع قدامهم وعمل نفسه زعلان، وقال لأخته إنتي جبتي مجموع وحش وطلعتي بمادتين، البنت من صدمتها مستوعبتش، وفي لحظات طلعت فوق سطح بيتهم وخدت السلاح بتاع أبوها -كان طبنجة-، وقتلت نفسها، وفي ثواني كانت لفظت أنفاسها الأخيرة حتى ملحقوش ينقلوها للمستشفى».