خطوط مختلفة وملونة غير مفهومة، ورسومات وشخابيط على جدران أحد المنازل، دونها الطفل "عمار" صاحب الأربعة أعوام، كي يبدي من خلالها اعتذاره لوالدته، عما بدر منه من صراخ وبكاء مصحوبين بعصبية شديدة، خلال تواجدهما في أحد النوادي، أثناء تأديته لتمرين السباحة الخاص به. 

"القصة بدأت لما كان عمار عنده تمرين سباحة، وهو متعود إنه يتمرن في الحارة الأولى، وفي اليوم ده اتفاجئ إنه اتنقل للحارة التالتة، وبعدها بدأ في العياط الهيستيري، وأنا كان معايا إخواته، وده حصله انهيار نفسي كبير، وكل اللي عليه أنا عايز أبقى وان، يعني في الحارة الأولى، وبدأت أحط راسي في راسه وأكلمه بصوت واطي قدام الناس لأن ده أسلوبي معاه لأنه طفل عنيد وعاطفي جدًا، وأهمسله إنه كبر علشان كده بقا في حارة تلاتة وكل محاولاتي باءت بالفشل، وبعدها لبسته هدومه ومشيت بكرامتي مبعثرة حرفيًا".. حسب "شيماء حسن" والدة الطفل.

عقب رجوع الأم وطفلها إلى المنزل، لم تتوقع رد فعله نحوها إذ رغب في الاعتذار لها بشكل خاص، "في البيت قالي أنا هحكي لبابا اللي حصل النهاردة، وبعدين لاقيت باباه بيناديني تعالي اتفرجي، ولاقيته عمل الجدارية العظيمة دي، وبدأها بأنا بحبك أوي، وبدأ يشاورلي على الخطوط السوداء، وكتبلي مكنتش عارف إني لازم أنزل ثري يعني حارة تلاتة، وأنا بقيت بروح المدرسة، وبحبك أوي انتي مامتي الوحيدة".

"ولما سألته هنعمل إيه يا عمار التمرين الجاي؟، راح نزل على الأرض وبدأ يكمل كتابة عليها، وهو بيكتب بيكلم الأرض ويقولها أنا بحب ماما".

وتعبر الأم عن مدى سعادتها البالغة بسلوك طفلها، "فهم ما وراء السلوك ده مهم جدًا، لأن أطفالنا عندهم صوت وضمير وأفكار ومشاعر لازم نفهما كويس ونتعامل معاها صح".