رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

توفي زوجها.. "أم البنات" تبيع فطير وجبنة وعسل: "بتعب عشان يرتاحوا"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر -

01:58 م | الجمعة 27 نوفمبر 2020

بيض، وفطير وزبدة

حينما يتوقف نبض الأب وتسدل الستار على حياته تبدأ مع أولى لحظات الغسل المعاناة التي يعيشها الأبناء والزوجة بعد الوفاة، وما يزيد من صعوبة الأمر هو أن يكون هذا الأب أبا لبنات ولم يرزق بـ"بنين"، هنا تكون الزوجة هي الأم والأب، التي لا بد لها أن تحرص على صغارها حتى تصل بهم إلى مرحلة الاستقرار والزفاف وهنا تبدأ معاناة أخرى تعيشها الزوجة بعد أن أتمت تربية الأبناء وهي السكن بمفردها دون ونيس لوحدتها التي لا يعلم سرها إلا الله.

تلك كلمات موجزة عن معاناة السيدة عزة إسماعيل والتي تبلغ من العمر 48 عاما، من منطقة السيدة زينب، بعد أن توفي زوجها منذ عامين وترك لها 3 بنات، دون مصدر دخل يسمح لها أن تستقر داخل شقتها برفقة بناتها، توفي ولم يترك أموالا تؤمِّن مستقبل الصغار، وهنا تحملت الأم تلك المهمة الشاقة ولكن كيف لها أن تأتي بأموال وهي التي لا تمتهن مهنة تسمح لها بالربح كما أنها لم تكن تعمل طوال فترة زواجها التي انتهت بفاجعة موت الأب قبل أن تكمل البنات تعليمهم لكنه كان قد نجح في تزويج ابنته الكبيرة وفارق الحياة تاركا ابنتين الكبيرة منهما ما زالت في المرحلة الجامعية وتحتاج إلى مصروفات كثيرة والصغيرة في الصف الثالث الإعدادي، كان لزاما على الأم أن تسعى لأن تصل ببناتها إلى بر الأمان.

من هنا قررت الأربعينية أن تبيع المنتجات الريفية، من جبن وسمن وزبد وفطير وعسل وطيور، فلم يكن أمامها غير ذلك كي توفر نفقات الأبناء، ولدفع إيجار الشقة التي يصل إلى 1500 جنيه تلك القيمة التي تعد مرتفعة كثيرا نظرا للظروف المادية للأسرة: "بناخد معاش 1100 جنيه وبحتاج عليه كمان 400 جنيه علشان أدفع الإيجار ومكنش قدامي غير إني أبيع فطير ومش، وأتاجر علشان بناتي تعيش".

لم يكن بإمكان "عزة" أن تنزل إلى الشارع كي تعمل وتترك بناتها بمفردهن في الشقة فقررت أن تبيع تلك المنتجات داخل الشقة، ولكن ثمة عقبة وقفت أمامها وهي أن شقتها لا يوجد بها مكان لتربية الطيور أو عمل الفطير المشلتت، فقررت أن تحضر تلك المنتجات من ذويها القاطنين في مدينة المنصورة، على أن تذهب هي إلى موقف عبود لتحضر تلك الأشياء وتبيعها ومن هامش الربح تنفق على البنات: "مكسبي بسيط جدا، وللأسف معنديش حاجه متوفرة، فبشتري المنتجات دي من المنصورة وأبيعها بمكسب قليل، لكن ده نعمة وفضل من ربنا".

عن رأي بناتها فيما تقوم به تلك السيدة تقول إن من شجعها منذ بداية الأمر هي ابنتها الكبيرة التي دعمتها كثيرا إلى جانب الصغيرة أيضا ولكن الابنة الوسطى كانت معترضة في بداية الأمر ولكن بعد ذلك رحبت هي الأخرى بما تفعله والدتها من أجلهم: "ملهمش غيري، دول يتامى ولازم أقف جنبهم لحد ما أوصلهم لبر الأمان".