كتب: منة الصياد -
12:30 م | الأربعاء 11 نوفمبر 2020
سنوات من العنف والتنمر داخل مجتمعها الصعيدي، واجهته الشابة الثلاثينية "ريهام"، مهندسة تعدين، بعد أن حصلت على لقب "أرملة"، ومن هنا بدأت رحلة معاناتها مع رفض من حولها لوضعها الاجتماعي، والوقوف أمام مستقبلها بسبب بعض العادات والنظرات التقليدية المتوارثة حتى اليوم، لتخرج الفتاة عن صمتها، وتعبر عما تمر به من أزمات نفسية في جلسة تصوير تجسد ملامح التأثير النفسي على الجسد، بشكل مختلف.
"دخلت مجال السيارات للعمل فيه، والمجال ده مختلف تمامًا عن المجتمع الصعيدي، وقولت أجرب لأني مكنتش حابة قعدة البيت، وعايزة يكون ليا كارير، واتعملت ووصلت لمرحلة حلوة، وبعدين وزي ما بيحصل لبنات كتيرة، حبيت واحد زميلي واتجوزنا وربنا رزقنا بولد، واتحطيت في اختيار ما بين شغلي وبيتي بسبب إن وقتي معظمه كان بره البيت، واخترت بيتي، لكن بعدها بفترة قصيرة زوجي وابني اتوفوا في حادث، وبقيت أرملة".. حسب "ريهام".
بعد فقدان الشابة الثلاثينية لزوجها وابنها منذ خمس سنوات، قررت العودة مرة أخرى لعملها، "المجتمع الصعيدي مش بيقبل بالمطلقة أو الأرملة، فكان لازم أثبتلهم إني حد كويس، وعشان أثبت ده كان لازم أنجح، لان فكرة أرملة لوحدها مش مقبولة، ورجعت شغلي تاني وفضلت أعافر لحد ما بقيت أول سدية في الصعيد تشتغل في مجال السيارات بأيديها".
نجاح كبير في مجال عملها، حققته "ريهام" لتتجه بعد ذلك للبحث عن شريك لحياتها، والاستقرار وتكوين أسرة من جديد، "المفروض دلوقتي إني مثلا هتجوز، وأنا أرملة، ودي معاناتي، لأن لو جالي حد متجوزش قبل كده أهله مش بيوافقوا، لأنهم بيقولوا اتجوز بنت أحسن، ولو هتجوز مطلق مش هكون الزوجة الأولى في حياته لأن هيكون في واحدة تانية ملزمة منه وده حقها، ولو أرمل هيكون عنده أولاد وأنا مش هقدر أدخل دنيا جديدة وأشيل مسؤولية أطفال مش أطفالي، ولو قررت أقعد وأعيش لوحدي الناس مش بتسيبني في حالي، المفروض أعمل إيه؟".
وتعبر الشابة الثلاثينية عن مدى استيائها الشديد من نظرة المجتمع لها كأرملة، "المجتمع ده هيخلص أمتى، في حالة صعبة بعادات وتقاليد المجتمع ده، وعلشان كده فكرة أعمل جلسة التصوير دي علشان أوضح العنف اللي بيحصلي سواء من المجتمع، أو لو اتجوزت جوازة مش كويسة، ده غير صورتي قدام الناس في المطلق عشان أرملة، 5 سنين والمجتمع بيعنف فيا، ونظرات الناس محوطاني ومحطوطة تحت الميكروسكوب".
جلسة تصوير، جسدت خلالها المهندسة الثلاثينية معاناتها مع أفراد مجتمعها والتأثير النفسي لهذا العنف على جسدها، عن طريق اللعب بأدوات المكياج، "عملت ميك آب إيفكت فيه علامات الضرب اللي ممكن تتعرض ليه واحدة في ظروفي من اللي حواليها لو لزم الأمر بسبب نظراتهم ليها، والميك آب استغرق يوم واحد".