تزوجت من أحد أقاربها في شقة أهله وتحملت التعب والمشقة حتى لا تفسد العلاقة بينهما واختارت أن تنزل للعمل كموظفة وخياطة "بعد الظهر"، بعد أن ادعى زوجها المرض بالسكر وتكاسل عن العمل.

استطاعت مديحة عبد النبي توفير مبلغ لشراء شقة بعد ساعات عمل متواصلة كانت تصل في اليوم الواحد إلى 22 ساعة دون شكوى منها، لتوفير سكن يليق بصغارها والبعد عن مشاكل حماتها وبالفعل حققت حلمها بعد طول انتظار وانتقلت للشقة الجديدة ولحقت بها حماتها بحجة أن شقتها ضيقة ولم تعد تريد العيش بمفردها وبعد فترة فوجئت بزواج شريك حياتها في شقة حماتها بعد أن أخبرها جيرانها.

"حماتي وبناتها كانوا معيشيني في ويل وقلة قمية وفضلت أخيط وأشتغل وأبيع حاجات وفي الآخر ضحكوا عليا كلهم واستغفلوني والأصعب بقي أنه كان بياخد فلوسي ويصرف عليها"، صدمة كبيرة لم تتحملها "مديحة"، التي شعرت بخزلان وحزن شديد: "ده خد مني فلوسي وقالي هيدخل في تجارة مع صحابه لأنه قاعد عاطل من غير شغل وأنا اللي بصرف راح خسر كل الفلوس بتاعت شبكي وفرش شقتي".

كادت أن تصاب بحالة من الجنون من خبر زواجه، مؤكدة أنها مؤامرة من حماتها وزوجها وإخوته: "حاسة أنه هيجرالي حاجة"، أيام قاسية عاشتها تتحمل أوامر حماتها حتى طردها من البيت بحجة أنها لم تعد تأخذ راحتها في بيتها، خرجت واستأجرت شقة صغيرة عبارة عن غرفة على السطح بها حمام ومطبخ وحجرة نوم: "فضلت أشتغل لحد ما اشتريت شقة كبيرة وعربية وشقة تانية وكل ده من مجهودي وجوزي زي قلته راح بعد السنين دي كلها يتجوز عليا ويبعتلي أمه تنكد عليا عشتي".

 تحولت شقها بيت لحماتها وبناتها حتى طفل الكيل واستغربت تركها لشقتها وذهب لسؤال جيرانها وبالصدفة عرفت أن زوجها تزوج من أخرى بعد أن اشترطت عليه أن يوفر لها سكن بمفردها: "مشوفتش بجاحة بالشكل ده وطبعا لما عرفت قومت عليه وطردته هو وأمه ورفعت قضية خلع سرقوني واستغفلوني وحطموني منهم لله".