باختلاف الأزمنة مازال تعدد الزوجات قضية محيرة بالنسبة لأطرافها، خاصة السيدات اللائي اختلفت آرائهن حول الموضوع ذاته، سيدات رأين العلاقة الزوجية معادلة لا تقبل القسمة على اثنين، فلا مكان لامرأة أخرى تقاسم زوجها، وفي الوقت ذاته رأت آخريات أن تعدد الزوجات أمر يمكن حدوثه لأسباب قهرية.

"هن" استطلع آراء السيدات اللائي انقسمن حول الأمر ذاته ما بين معارضة للتعدد، وما بين الموافقة على الآمر بوضع شروط، وآخريات لم يمانعن من وجود زوجة ثانية حتى إن لم تجد مبررات لذلك.

هدير ومنى: الطلاق الأول وبعد كدا يتجوزوا تاني

هدير أحمد، امرأة ثلاثينية رفضت بشكل "قاطع" تعدد الزوجات، فهو أمر وصفته بـ"غير مقبول" ولا يمكن الارتضاء به، تحت أي أسباب، فهو الموضوع أيضًا الذي ناقشت فيه زوجها كثيرًا: "كنت دايمًا استحالة أوافق.. حتى لو عندي مشكلة يعرفني واطلق لكن مقبلش أن يكون فيه زوجة تانية". 

أرجعت "هدير" أمر رفضها للتعدد، إلى عدم قدرتها على تحمل هذا الأمر الصعب، كما أنها تخشى من تقصير زوجها معها أو مع أولادهما الاثنين: "الغيرة من أكتر الحاجات اللي تخليني استحالة أوافق.. وكمان أخاف أنه يقصر ماديًا وعاطفيًا كمان مع ولادنا.. أمر مرفوض تحت أي ظرف".

اتفقت معها، منى حسين، التي رفضت أيضًا تعدد الزوجات، نظرًا لأمور كثيرة أرجعتها لأسباب اقتصادية، كما أنها ترى أن مشاعر المرأة عكس الرجال: "إحنا عكسهم ممكن هما يقدروا واحدة واتنين.. لكن إحنا طبيعتنا غيرهم منقدرش نستحمل دا.. وكمان الوضع دلوقتي المعيشة بقت صعبة.. هو يقدر على واحدة عشان يتجوز تاني".

آية ومنى: الإنجاب والظروف الصحية شروطنا في التعدد

أما "آية" وهي سيدة عشرينية، رأت أن التعدد أمر لا يجوز لأحد منعه، لأنه أمر متعلق بالشريعة وأحله الله، لكن بشروط وضوابط محددة، وما يمكنها تحمله هو وجود مشكلة في الإنجاب: "الحاجة الوحيدة اللي أقدر استحمل فيها أن جوزي يتجوز عليا.. لو كنت مبخلفش دا حقه".

الشرط الوحيد الذي وضعته السيدة العشرينية لزواج زوجها هو عدم الإنجاب، بخلاف ذلك فهي لا تقبل بالتعدد، ولا ترى مبررا له على الإطلاق.

الحال ذاته، بالنسبة لمنة حسين، التي اتفقت معها في الرأي مضيفة أن عدم الإنجاب والظروف الصحية هي المبررات الوحيدة لتعدد الرجل في الزواج، بخلاف ذلك، لا ترى أمرا يستحق التعدد: "غير كدا بصراحة تبقى عينهم فارغة.. سب قهري يخليني أقدر اتحمل وجود واحدة تانية.. غير كدا لأ طبعا هطلق".

موافقات على التعدد: دا شرع ربنا

وفي آراء مختلفة، لسيدة رفضت ذكر اسمها، رأت أنه أحيانًا ترضخ المرأة لوجود زوجة ثانية، بسبب عدم قدرتها ماديًا على الطلاق وتحمل مسئولية الإنفاق على أولادها، لذلك تتحمل زواج زوجها: "فيه ستات مبيبقاش عندها حل.. وبتضطر توافق عادي". 

أما سيدة أخرى رفضت ذكر اسمها، وافقت على تعدد الزوجات فهو أمر بالنسبة إليها يتوافق مع شرع الله ولا يجوز مخالفته، خاصة إذ كان الزوج يتمكن من العدل بينهما فلا مانع في ذلك: "مادام قادر.. وعنده القدرة على دا شرع ربنا أحسن ما يعمل حاجة حرام".