رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مُلك سعيد تؤسس "إيد واحدة" لدعم الناجيات من العنف

كتب: آية أشرف -

09:20 ص | الثلاثاء 16 يونيو 2020

مُلك سعيد

العنف ضد المرأة لم يعد ظاهرة، بقدر ما بات لدى البعض يتخذه منهج ضد الجنس الناعم.

منذ نعومة أظافرهن، يجلسن غصبا أسفل أيادي طبيب ينتزع من جسدهن بحجة العفة والطهارة، وربما تُحرم من طفولتها تحت حصار زواج القاصرات، أو لتعرضها للعنف الأسرى.

ومن العنف الأسري، للتحرش بالأماكن العامة والشوارع، وحتى العنف الزوجي، أمور عدة، قد يتعرضن لها الفتيات تجعلهن ضحايا أشخاص وعادات، لاتعرف معنى الدين أو الإنسانية، فمنهن من تفقد حياتها، ومنهو من تفقد صوابها، وربما تنجون الأخريات في النهاية، حتى يصبحن بحاجة للتأهيل والدعم النفسي.

ولعل أبرز تلك القصص حول العنف ضد المرأة، كان دافعا لإحدى السيدات، التي قررت مساعدة الناجيات بكل ما أوتيت من قوة.

مُلك سعيد، التي أنهت مسيرتها المهنية كمحامية، لتأسيس "إيد واحدة"، فعقب دراستها  في جامعة وارويك - العلوم الاجتماعية في السنة التأسيسية، واستكمال شهادة البكالريوس في القانون في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، بدأت بالفعل العمل في شركات قانونية مختلفة، الا ان المنصة باتت شغفها الأول والأهم.

"ايد واحدة" منصة دعم اجتماعي حول العنف ضد المرأة، فربما قصة وفاة الطفلة ندى، ضحية الختان في أسيوط، كانت دافع "ملك" للحديث عن الواقعة المؤلمة التي حدثت من أشهر، قائلة: "لاقيت ناس للأسف متعرفش تفاصيل القصة المؤلمة دي فدفعتني اتكلم عنها وعن العنف عموما بكل أشكاله اللي بيحصل للمرأة"

وتابعت خلال حديثها لـ"هن": "هي أول منصة للدعم الاجتماعي عبر الإنترنت بين النساء والفتيات الناجيات من العنف، خاصة أنهم بيحكوا براحتهم الأزمة أو شكل العنف اللي اتعرضوا ليه، من غير ماحد يعرفهم أو يعرف هويتهم".

مستطردة:" كل اللي ببقى عاوزة أعرفه هو القصة وسن الضحية، ومنطقة إقامتها فقط، ومن هنا بنعرض الموضوع وبندور على حلوله أو بنشوف قصة نجاحها وانجاتها".

قصص معاناة الفتيات بين الاغتصاب والعنف الجسدي واللفطي

قصص عدة مؤلمة تتعرض لها السيدات بدأت بالفعل" مُلك" في نشرها، عبر منصتها الاجتماعية، كان أبرزها قصة فتاة تبلغ من العمر 24 عاما، من طالبات كلية الطب، التي سردت قائلة:

"اتربيت تربية في بيت جاف جدا، ووالدي عنيف لفظيا اكتر، وطبعا مرات جسديا، بس على ماما عصبية ملهاش وصف، من الطفولة وأنا مبسمعش غير أسوأ الشتايم، وإهانة لماما هي اتعودت، وبقت متعايشة مع ده بصورة الانكار، وعمرها ما سابت البيت، مهما أهانها كل ده أثر عليا جدا، بقيت مرعوبة وعايشة بالخوف والكدب، تجنبا ليه مبحبوش".

وأضافت: "لما كبرت وسافرت للدراسة، ارتحت كتير من طبعه هو واخواتي وامي، اتحولت لشخص جاف وقاسي بسببهم مع ظروف كورونا، اضطريت للرجوع، تعبت جدا من الاكتئاب، لاني كان بقالي سنين مقعدتش معاهم كل الفترة دي، مش قادرة اتجاوز الأثار النفسية، نتيجة التربية وسط بيئة زي دي، دايما إهانة وتقليل مني كرهت نفسي ودخلت في علاقات، ببقا طرف ضغيف فيها، وبتعلق بالطرف التاني تعلق مرضي مش صحي، نفسي اتجاوز ده، لكن حتى الأطباء النفسيين، تكلفة زايدة عليا، ونفسي اشتغل بجانب دراستي علشان أقلل احتياجي ليهم".

قصة أخرى لسيدة تعرضت للاغتصاب، فقررت والدتها إقناعها بالصمت، خوفا من الفضيحة، تحكي الضحية، صاحبة الـ32 عاما:

"اتولدت فى بيت قائم على العنف الجسدي واللفظي، الدي كان عنيف جدا، برغم إن مستوانا الاجتماعي والمادى كويس، لكن هو مكنش عايز يروح لمختص نفسى، المهم هو توفى، وأنا عمري 18 سنة تعرضت بعديها للاغتصاب، من أحد الأقارب، وبرغم إن والدتى كانت طبيبة، وعلى علم بذلك، قررت الصمت منعا للفضيحة (الضحيه هى اللى خايفة من الفضيحه)".

واستكملت: "ثم توفت والدتى، حاولت الاستمرار فى الحياة وتعرضت لتجارب عاطفية كلها فشلت، آخر علاقة كان فيها عنف لفظي، قررت أمشي وأكمل طريقي لوحدى، بالرغم من سنى اللى كبر، واحنا فى مجتمع شرقى، المهم قررت أربى اختي الصغيرة خلال السنوات الماضية، وهى الآن أخصائية نفسية، وأنا قررت اروح لمختص نفسى يساعدنى، لأنى آخر سنتين، تعرضت للاكتئاب من ضغوط الحياة، للعلم والدتي توفت من 11 سنة".

وتتابع" مُلك" لـ"هن": "بعد كورونا للأسف، حالات العنف زادت جدا، بسبب الضغط النفسي والمالي وما شابه، وبقت حاجة ملحوظة في العالم كله".

واختتمت: "المنصة هتناقش المشاكل بالترتيب في البداية ناقشنا العنف الأسري، ومن ثم هنناقش العنف الزوجي والتحرش والختان".