يستيقظون كل صباح متمنيين عودة الحياة لطبيعتها، يتجولون كالملائكة بردائهم الأبيض، مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم، كي يعيدوا البسمة على وجوه مرضاهم، فبعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، كالنار في الهشيم معلنًا استوطانه، حاول الأطباء أداء مهنتهم السامية على أكمل وجه، وتقديرًا لجهودهم حاولت إدارة مستشفى "NMC"، التخصصي في العين بالإمارات، التعاون مع الفنانين التشكيليين لإسعاد الأطقم الطبية بطريقتهم الخاصة.

"تلقيت دعوة من هاشتاج تحدي الخير قافلة السعادة، والتي تهدف لمحاولة إسعاد المتضررين من فيروس كورونا وبخاصة الكوادر الطبية وعائلتهم، وهو ما أسعدني كثيرًا، للمشاركة بمثل هذا الحدث، وحاولت استغلال فني في تقديم المساعدات لهم، من خلال إهدائهم لوحات تجمعهم بهم وتدخل الفرحة على قلوبهم"، وفق حديث الفنانة التشكيلية، ورئيس فريق إمارات الفنون، سامية صالح، لـ"الوطن".

الكثير من التضحيات والجهود قامت بها الكوادر الطبية في جميع أنحاء العالم منذ تفشي الفيروس، فنجد الأطباء يحرمون أنفسهم من رؤية أسرهم وأطفالهم لمساعدة المرضى، وآخرون يرفضون الرجوع لمنازلهم لتقليل الاحتكاك والاختلاط، "هناك أطباء لم يروا أطفالهم منذ فترة كبيرة حيث يفضلون إرسالهم للمقربين إليهم خوفًا من احتمالية اصابتهم، ما جعلني أفكر في دمجهم وتقريبهم داخل مقر عملهم من خلال الفن والرسم".

تواصلت الفنانة التشكيلية مع إدارة مستشفى"NMC" التخصصي والتي رحبت بالفكرة ووفرت لها هى وباقى الفريق والذي بدأ بما يقرب من 5 فنانين آخرين بصور الأطباء وعائلاتهم، حتى تقدمها إليهم مفاجأة كوسيلة للدعم وللثناء على جهودهم، "أردنا كفنانين رسم الابتسامة على وجوه كوادرنا الطبية خط دفاعنا الاول الذين يقومون بالتضحية وقضاء ساعات طويلة بعيدا عن عائلاتهم، ذهبنا إلى المستشفى وبالفعل قمنا بتقديم اللوحات وما إن رأوها حتى عادت البسمة من جديد تملأ وجوههم".

بكاء وبسمة وأمل

تلقى الفريق ردود أفعال متباينة من الطاقم الطبي فور رؤيتهم اللوحات التي جمعت بينهم وبين أسرتهم، "رد فعل الأطباء كان كويس جدًا، ما بين البسمة والبكاء، وقال لي أحدهم هذا عملنا وواجبنا لم نشعر بالضيق يومًا ما، ولكن الفكرة في تقدير شخص ما لمجهوداتك ويأتي إليك على وجه الخصوص ويثني عليك وعلى عملك وكأنه يقوم بنوع من الطبطبة وتطييب الخاطر هو ما أسعدنا".

الكثير من القصص المؤلمة عن ضحايا كورونا، سمعتها الفنانة التشكيلية من إدارة المستشفى والأطباء والتي ربما أثارت عاطفتها، ما جعلها تتمنى انتشار هذة المبادرة في جميع أنحاء العالم،  واختتمت قائلةً "اتمنى مبادرة ارسم بسمة على وجه طبيب تصبح متوافرة في سائر البلاد، وبخاصة مصر لما يواجهونه من تعب ذهني وجسدي ونفسي، فهم يحتاجون من يدعمهم ويطيب خاطرهم".