رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

حاربت التنمر 8 أعوام.. هدير عانت من حساسية ضوئية في وجهها: خفيت بالصبر

كتب: سما سعيد -

08:15 م | الإثنين 15 يونيو 2020

فتاة تعاني من التنمر

سن المراهقة والشباب هو أفضل مراحل عمر الإنسان، خاصة الفتيات اللاتي يرغبن في أظهر جمالهن واستعراضه أمام المرآة مع سماع أغنيتهن المفضلة ووضع مستحضرات التجميل وتسريح شعرهن، ولكن تلك المرحلة كانت مختلفة تماما بالنسبة لهدير ممدوح الفتاة العشرينية التي بدأت مرحلة الثانوية العامة بمرض نادر في الوجه جعل وجهها يتصبغ باللون الأسود الداكن، ما جعل تعايشها مع الحياة وتخطي مرحلة هامة من دراستها، من أصعب وأقسى الأيام.

 علاج خاطئ وأزمة نفسية، جعلت "هدير"، في صراع مع بداية ريعان شبابها تحارب مرضا شخصه الأطباء بحساسية ضوئية وهو تحسس بشرة الوجه لأي إضاءة أيا كانت، داخل المنزل وخارجه، مما جعل بعضهم يطالبون هدير بالبقاء في الظلام أطول وقت ممكن طوال يومها.

مرت بها فترة الثانوية العامة ببطئ وألم بين البحث عن علاج والعزلة، لكنها أصرت على النجاح، وبالفعل التحقت بكلية دارعلوم جامعة القاهرة، وبدأت أعراض المرض تظهر أكثر ووجهها طغى عليه اللون الأسود، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الكثيرون عنها من أصدقاء الطفولة ومن كانت بينها وبينهم "عشرة".

اعتبرت "هدير"، أن فترة الجامعة أسوأ فترة في حياتها، حتى مشاعر الإعجاب من شخص لها كانت بنظرة سطحية دون أي اعتبارات لجوهرها وتفكيرها، فقالت هدير في حديثها لـ "هن"، "أي محاولة تنتهي بالفشل" ومن العبارات التي لن تنساها: "اتقال لي بالنص انتي جوهريا وعقليا انتي اللي عايزها بنسبة 100%، لكن شكلا متنفعيش زوجة"، صاعقة أخرى تصدمها بالواقع الأليم، أن الجوهر لا يعتبر كل شئ، إلى أن تخرجت واكتشفت أيضا رفض سوق العمل لها، فتجنبت البحث عنه خشية من صدمة نفسية أخرى خاصة مع طلب منها الأطباء تجنب أي مؤثرات نفسية قد تؤثر على حالتها للأسوأ.

استغلال ونصب بجانب التعرض للتنمر، وقعت ضحيته هدير في المرحلة الجامعية من بعض الأشخاص الذين كانوا يدعون صداقتها وأنهم مصدر الأمان لها.

الأهل وبعض من الأصدقاء خاصة زميلتها "نور" وصديقتها منذ الطفولة، كانوا نعمة من الله على هدير في تخطي جميع أزماتها خاصة والدتها التي لم تبخل بجهد ومال في سبيل إيجاد دواء شاف لابنتها، بجانب شقيقة تستند عليها، والتي عبرت من خلالهم وبالصبر على حد تعبيرها: "ربنا ألهمني بطبيبة ركزت على الأعراض النفسية والصحية لحد ما بدأت أخف من سنة وشكلي يرجع زي الأول"، وتابعت: "استمريت على العلاج بجانب الأستغفار والصبر، كنت أيام كتير أبكي لربنا بس، هو ألهمني الصبر سبحانه"

بكاء وإحباط بالإضافة للشعور بالشفقة من أقرب الأقربين كان من الممكن تكون نهايته مؤلمة أكثر من المرض، نبذ وعنف وتنمر واستغلال أسوأ بكثير من أي شعور بالمرض لأي شخص مهما كانت قوته، بحسب قولها: "حتى مع عروض الزواج كانت بعض الكلمات مؤلمة لما أشوف إن الشخص غير مناسب بالنسبالي سواء عقليا أو تفكيريا وكان الرد للمحيطين بي أنتي شايفة نفسك على إيه".

تجاوزت هدير تلك المواقف ومنها الأصعب على حد قولها بقوة وإيمان بأنها ستشفى قريبا حتى مر عليها 8 سنوات لم تكن تقدر كباقى الفتيات في مثل عمرها حتى بالنظر لنفسها في المرآة.

جميع من نبذوها في البداية أصبحوا في حالة دهشة من تغير شكلها فأصبحت "هدير"، أكثر اشاقا وحيوية وثقة وتابعت: "السعادة في أني ألاقي داعمين ليا من أم واخت حتى وصول ابنة اختي سدرة للدنيا كان شعاع النور اللي اتحرمت منه فترة كبيرة، واللي خلاني أصر على تكملة العلاج مع الطبيبة وبالرغم من تعب جلسات العلاج إلا أني سعيدة بنتيجتها، وأن ربنا وقف جنبي".

واختتمت حديثها قائلة: "ربنا لما بيدي حد ابتلاء اختبار عشان يتعلم عشان يتنقل للمرحلة اللي بعد كده طول ما الإنسان ما بيتعلمش وحاطت إيده على خده وأنا حظي كده ولا هيطلع خطوه قدام".