رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجها من المتحولين جنسيا.. قصة عارضة الأزياء الأمريكية للبدينات: حاربنا العنصرية والتنمر

كتب: غادة شعبان -

08:25 ص | الأحد 14 يونيو 2020

عارضة الأزياء الأمريكية أليس داليساندروا وزوجها

اختلافهما جعل من قصتهما مصدر إلهام لكثيرين، كونها من أصحاب الأجساد الممتلئة وهو من أصحاب البشرة السمراء، فطالما عاشا لسنوات طويلة يعانيان من نظرات البعض التي لا ترحم أحدًا، فالحب هو الذي جمع بين قلبيهما، نظرا لبعضهما البعض بعين الحب، أحبت بشرته السمراء، وأحب ملامحها وقلبها الذي غمره بالوفاء، ولم ينظر لجسدها الممتلئ ولم ينعتها بالعبارات السيئة مثلما قام آخرون، تلك كانت قصة عارضة الأزياء الأمريكية  للبدينات "أليس داليساندروا" وزوجها جيوفوني سانتياغو.

أليس واجهت التنمر على جسدها وزوجها عانى من العنصرية

لم تكن طفولة أليس كسائر أقرانها، إذ كان جسدها الممتلئ يلاحقها أينما سارت ويُنفر الكثيرين منها، فكانت مادة خصبة للسخرية، إذ كان ينعتونها المحيطين بها بألفاظ مؤذية قاسية، متهكمة على مظهرها، وعلى النقيض لم يعش الزوج حياة هادئة مستقرة نظرًا لكونه من أصحاب البشرة السمراء، وواحدًا من المتحولين جنسيًا، فالعنصرية تلاحقه أينما سار حيث يعتبره البعض غير مألوف بالنسبة إليهم، إلى أن التقيا ببعضهم البعض فوجدا المودة والرحمة تملأ قلبيهما، والتي روت تفاصيلها أليس، خلال حديثها لـ"الوطن".

"التقينا للمرة الأولى في حدث للتواصل مع PLEXUS وهي غرفة التجارة شمال شرق أوهايو، وهي منظمة غير ربحية للأشخاص المتحولين جنسياً وعائلاتهم"، بهذه العبارة بدأت عارضة الأزياء حديثها، مضيفة "عندما رأيت جيو يصل إلى الحدث، حاولت إيجاد طريقة لبدء المحادثة معه، لقد انتهى الأمر بالدردشة طوال المساء، وخرجنا بعد ذلك بيومين ولم ننفصل منذ ذلك الحين ".

لم تكن تعلم أليس أن إلحاح والدتها عليها للذهاب لتلك المنظمة سيغير حياتها بأسرها، إذ كانت على موعد للقاء شريك حياتها التي توسمت فيه الذكاء والفطنة والرجل الذي سيجعل حياتها أفضل، "كان يقترب من الجميع بلطف ويتحدث بانتظام إلى الطلاب ويستمع لحكاياتهم، ساعدني كثيرًا في التعلم والتطور حتى أن أصبح أفضل منه، ما جعلني انجذب اليه يومًا بعد الآخر".

كغيرها من الفتيات ممن يترقبن المقابلة الأولى التي تجمع بين حبيبها ووالدها، فدقات قلبها كانت تتسارع شيئًا فشيئا، إذ كانت تنتظر داخل غرفتها وعلامات الارتباك تظهر بوضوح عليها، "عندما التقى والدي بجيو لأول مرة، قال هذا هو الرجل الذي سيغير العقول بمجرد أن يكون هو نفسه، فقد توسم فيه والدي الذكاء والتطلع بنظرة ثاقبة نحو المستقبل".

ظلت العروس تبحث كثيرًا عن فستان أحلامها حتى عثرت عليه، فالترتيبات كانت شغلتها كثيرًا حتى تظهر بيوم عرسها مثلما خططت "كان حفل زفافنا حقًا رائعًا فقد كان الجميع بانتظارنا وعلامات الفرح تبدو واضحة على وجوههم، كان وجودي مع زوجي في اليوم الذي طالما انتظرته كان شعورًا يفوق الوصف، كان حبنا لبعضنا البعض وقيمنا المشتركة وشغفنا للتغيير الاجتماعي أساس علاقتنا ولا تزال كذلك، فقد تزوجنا في العام الماضي.

وتابعت عارضة الأزياء الأمريكية، قائلةً:" لطالما ُسألنا  كثيرًا عن شعور الزوجين  لكننا نقول دائمًا أننا نواجه المزيد من المشكلات لأننا نتعامل بين الأعراق، لدينا امتياز لتمرير الزوجين إذا لم نشعر بالأمان للخروج من أنفسنا ولكن لا يمكننا أبدًا إخفاء الفرق في سباقاتنا، أفهم ذلك وأنني بحاجة إلى أن أكون مناهضة للعنصرية بنشاط وأنا مستمرة في تعلم كيف يمكنني القيام بعمل أفضل".

وأشارت داليساندروا، "قبل 53 عامًا شرعت المحكمة العليا الزواج بين الأعراق، وقد عرضت القضية على المحكمة العليا من قبل ميلدريد وريتشارد لوفينغ الذين أُمروا بمغادرة ولاية فرجينيا أو الذهاب إلى السجن بتهمة الزواج كزوجين عرقيين".

وأشارت أليس، قائلةً: "تلقينا العديد من التعليقات من الأشخاص سواء المقربين أو من العامة، بأننا لا نستحق الحب على الإطلاق، ولكننا نقول دائمًا أننا ما كنا لنجد بعضنا البعض أبدًا إذا لم نتعلم صنع السلام مع أنفسنا الأصيلة أولاً".

واختتمت عارضة الأزياء، قائلةً: "شاركت في تحدي مجلة فوج، لمحاربة العنصرية، وآمل أن أرى زوجين مثلنا في يوم من الأيام على غلاف مجلة رئيسية واحتفل ليس بسبب التنوع لأنه ببساطة بسبب الحب".