تستيقظ كل صباح لتؤدي عملها، مشرفة تمريض بمستشفى العزل بالعجمي، تاركة أسرتها وأبنائها -أصغرهم بالصف الثالث الإعدادي- في سبيل تأدية عملها الذي يفرض عليها الاختلاط بالمصابين بفيروس كورونا.

تتابع جيهان يحيى، كل يوم عملها بالمستشفى في الظروف الصعبة التي يمروا بها، 42 يوما مروا على تواجدها، غير عابئة بالمواقف الصعبة التي مرت عليها منذ بداية عملها: "أصعب المواقف اللي مرت علينا يوم لما عرفنا إن رئيسة التمريض اتصابت"، وفق حديثها لـ"هٌن".

مع كل يوم يمر، يشعر أبناؤها بالصفوف الثالث الإعدادي والثانوي وأولى حقوق، بالضيق من ابتعادها عنهم، ولكنها تحاول دائمًا طمئنة أسرتها وتوعيتهم بأهمية عملها، وأنه واجب وطني مهما كانت الصعاب التي تواجهها.

تتواجد "جيهان" بالمستشفى منذ بداية إجراءات الحجر الصحي: "من أول الحجر كنت موجودة لأني من فريق مكافحة العدوى الأساسي في المستشفى، قبل ما تتحول لعزل، وقعدت 42 يوما، وبعدين أخدت 14 يوما عزل في بيتي، ورجعت تاني 14 يوما".

لمدة طويلة لم تستطيع "جيهان" النوم، حرصا منها على تأدية عملها على أكمل وجه: "من أصعب فترات العمل بالمستشفى أوقات تجهيز الأقسام وتدريب كل الموجودين في المستشفى من أول فرد الأمن والعمال والإداريين والتمريض والأطباء وفنيين الأشعة والمعمل، على كيفية التعامل مع الحالات ودورهم، وعمل خط سير للمريض، وتدريب كل العاملين بالمستشفى على البروتوكول وخط سير المريض".

لا تتمنى "جيهان" سوى العودة إلى منزلها بعد شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا بالمستشفى: "نفسي بعد الفترة دي ما تعدي آخد إجازة طويلة شوية مع أولادي".