بمجرد أن دقت الساعة الحادية عشر صباحا، همت ليزا ذكري بهندمة ملابسها، استعدادا للذهاب إلى شقيقتها، للاحتفال سويا بعيد القيامة المجيد، مخبرة أسرتها بلغة الإشارة أنها غادرت المنزل القاطن بالمحلة الكبرى، وتمر الساعات دون وصول الشابة الصماء لأيا من بيوت العائلة، لتبدأ الأسرة في رحلة طويلة من البحث انتهت بالعثور عليها في مطلع شهر رمضان.

"ليزا من الصم والبكم تغيبت عن المنزل في محافظة الغربية، أرجوكم اللي يعرف أي معلومة يتواصل مع أسرتها".. ذلك المنشور دونه أفراد أسرة صاحبة الـ22 ربيعا، ليجرى تداوله بصورة موسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تحرير محضر رقم 4859 بقسم شرطة ثاني المحلة الكبرى بالواقعة، سالكين كل السبل الشرعية لإيجاد الشابة الصماء.

شقيق ليزا: البركة والصلوات رجعوا أختي

الخوف والقلق صاحبا أسرة "ليزا" طوال عملية البحث عنها، ليروي شقيقها كيرلس زكريا لـ"الوطن"، أن الأنبا كاراس أسقف المحلة الكبرى، تابع مع وزراة الداخلية أثناء جهود مكثفة منهم لإيجاد الفتاة المتغيبة، وسط دعوات وصلوات أسرتها ورجال الدين المسيحي وأصدقائها. 

عقب 5 أيام من تغيبها، عادت "ليزا" آمنة إلى منزلها بصحبة الشرطة وأسقف المحلة الكبرى، وسط سعادة أسرتها، ليعلق شقيقها: "البركة والصلوات رجعتهلنا، مش عايز أحكي اللي حصل، ولا افتكر الأيام دي، أهم حاجة أنها في حضننا". 

شقيق الشابة العشرينية: حالتها تحسنت للغاية 

وعن حالتها الصحية والنفسية، يؤكد "كيرلس"، أن حالتها تحسنت للغاية في الوقت الحالي، "طبعا كانت راجعة تعبانة ومجتهدة، لكنها دلوقتي وردة منورة"، في ظل زيارات الأهل والأصدقاء وكهنة الكنيسة منذ عودتها، "من ساعات ما جعلت ناس كتير بتنورنا تطمن عليها، والتليفون مابطلش رن".

رسالة شكر وجهها شقيق ليزا لأجهزة الدولة والكنيسة على إرجاع "ليزا" إليهم، واهتمامهم بالقضية.

وكان الأنبا كاراس، قال عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": "نشكر ربنا وحكمة قداسة البابا ووزارة الداخلية وأمن الدولة، وجميع قيادات محافظة الغربية لتعاونهم معنا، وصلوات الآباء الكهنة، وكل أبناء وشعب المحلة على رجوع ليزا بالسلامة".