رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاوي البلكونة من الجدات: رمضان قبل كورونا والتلفزيون بركة وسمر للصبح

كتب: روان مسعد -

04:05 ص | الأحد 26 أبريل 2020

رمضان في مصر زمان

قالت الجدة فاطمة الزهراء حسن، التي تبلغ الـ70 عاما، "قبل 50 سنة من الآن لم يكن رمضان بنفس أحواله، كانت تعيش مصر ظروفا مختلفة"، حيث تتذكر الجدة فاطمة على قدر اتساع ذاكرتها، وهي جالسة داخل بلكونة ابنتها، حيث يفرض حظر التجوال هيمنته على مصر وكافة دول العالم، لتعود حكاوي البلكونة من جديد، وتسترجع الجدة الذكريات الجميلة، والأيام الخوالي الشهدت عليها مع نظيراتها اللاتي عشن أيام الرغد والأزمات، ومع كل أزمة تتكون في أذهانهن صور بصرية تحاولن إيصالها للأجيال القادمة.

صلة الجيران والإفطار

اللمة قبل الإفطار كانت في المطبخ بحسب الجدة فاطمة، تذوق الطعام خلال الصيام فن لا يتقنه الكثيرون، تقف الأم والخالات والأطفال جيئة وذهابا، بينما الرجال غالبا ما يتمتعون بنور الشمس في البلكونة، وغالبا الأم لا تعمل، فتخرج روائح الملوخية والمحشي والمسقعة في انتظام من كافة المطابخ المصرية قبل الإفطار بوقت بسيط.

ومن المطابخ في الداخل إلى مطابخ الجيران، على سلم العمارة تتبادل الأطعمة المختلفة، صينية كنافة مقابل طبق الأرز، والقطايف مقابل الأرز المعمر، هكذا كان المنزل دوما عامرا خلال رمضان لايغلق الباب أو المطبخ في وجه القريب أو الغريب.

لمة الفوانيس

عقب الإفطار مباشرة يأتي دور الصغار، نشاط وحركة يدب في الجميع، كل يتجه إلى الفانوس وبه ينزلون إلى الشوارع، "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو"، جملة تترد على مسامع قاطني الشقق المختلفة، يأتي الأشقياء الصغار طلبا للحلوى وكرم رمضان، فإما أن يجود البيت عليهم بقطعة كنافة أو قطايف، وربما أموال.

تقول الجدة عطيات عبدالخالق البالغة من العمر 65 عاما، "غالبا كانوا العيال ياخدوا فلوس يجييبوا ملبس، ودي مكانتش شحاتة هو رمضان كده يعني الناس كلها تحب بعض وتعمل الخير وتفرح العيال".

تنتهي لفة الأاطفال ولمة الفوانيس ويصعد كل إلى بيته لتناول الطعام مرة أخرى وينزلون للشارع مرة أخرى، اللعب حتى وقت متأخر كانت سمة رمضان خاصة عندما كان يأتي في الصيف، "وبعدين كنا ننزل تاني نلعب امسك حرامي، واستغماية وتيكو ع العالي".

جلسات السمر في المنزل

بينما ينتشر الأطفال في الشوارع ويلعبون في الجوار، كان للكبار مظاهر مختلفة في البيوت، يلتفون حول الراديو، فلم يكن التلفزيون قد اخترع وانتشر بعد على أراضي المحروسة، حول "ألف ليلة وليلة بقيادة زوزو نبيل"، يلتف الجميع، ثم يستمعون إلى مسلسل إذاعي تتذكره الجدة ثريا محمد "المعلمة توحة".

خروجات رمضان المعروفة حاليا لم تكن موجودة من قبل بحسب الجدة ثريا، "كان السهر على القهوة وفي البيت بس، مكنش فيه خروج طول الأسبوع ممكن الخميس نروح الحسين، غير كدة مفيش رمضان كله كان راديو وبيت وشارع عمران بأطفال وناس كله كان خير وبركة".

مظاهر رمضان قديما

عكس الأنوار، والفوانيس اللامعة وأفرع الكهرباء التي تملأ الشوارع، كانت مظاهر رمضان قديما مختلفة، تكمل الجدة فاطمة حديثها، "مكنش في كافيه والنادي ده طول الأسبوع فاضي ما عدا يوم الخميس، واللي عايز يحس برمضان كان لازم يعلق الزينة".

لم تكن الزينة في البلكونات من الوقت الحالي، خاصة في المناطق الشعبية، والتي كانت تضع زينة ورق ملونة وفوانيس زجاج كبيرة أو ورق زينة بين البيوت تتربط بواسطة أهل الشارع، "مكنش فيه الأنوار دي كانت في الحسين بس والأماكن الدينية".