رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

صور.. بينهم مصريين.. قصة أشهر "كاتعة" في السعودية: تخطف الأطفال منذ عقدين

كتب: روان مسعد -

05:31 م | الخميس 26 مارس 2020

مريم خاطفة الدمام

مريم خاطفة الدمام، هكذا عرفت إعلاميا، إلا أن الاسم الذي يتوافق معها أكثر هو "الكاتعة"، بسبب مواصفاتها وشراستها، احترفت السيدة الخمسينية خطف الأطفال وبيعهم وإعادة تسجيلهم بأسماء وهويات مختلفة بالسعودية، حيث تفعل ذلك منذ عقدين من الزمان، لم يسلم منها القريب أو الغريب، قصتها تشبه الأفلام، فقد احترفت مريم الخطف وأعمال السحر والشعوذة.

بداية الكشف عن مريم

ذهبت مريم لتسجيل طفلين وإثبات نسبهم، إلا أن الشكوك راودت السلطات بشأن صحة كلامها، وكانت تلك هي بداية اتكشاف ومعرفة أعمال عصابة السيدة خاطفة الدمام المنافية للقوانين والأخلاق والآداب.

كانت ذلك قبل شهرين من الآن، حيث ألقت حينها شرطة المنطقة الشرقية القبض عليها، ووجودوا بحوذتها ثلاثة شبان كانت خطفتهم من مستشفيات حكومية عقب ولادتهم مباشرة في حوادث متفرقة، وعاد الشبان الثلاثة وهم موسى الخنيزي ونايف قرادي ومحمد العماري لعائلاتهم بالفعل.

لكن بعد ذلك وبمراجعة العديد من البلاغات، تبين أنها تستغل الأطفال، تخطفهم وتعيد بيعهم إلى من يدفعون أكثر، القصة برمتها روتها الصحفية سحر أبو شاهين، التي تعمل لجرنال "مكة"، والتفاصيل الجديدة كلها تنشرها عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر".

كشف خيوط العصابة

حوادث متفرقة في السعودية، جميعها متعلقة بخطف أطفال حديثي الولادة من أمهاتهم، تبين بعد ذلك أن لمريم شركاء من مناطق متفرقة، كما أنها تمتلك شققا لتحتفظ فيها بالأطفال بعيدا عن أمهاتهم.

ووفقا لما ذكرته الصحفية سحر عبر "تويتر"، "تمت مداهمة العديد من الشقق التي كانت تحت إدارة مريم والتحفظ على الفتيات فيها، وشقة يوجد بها أطفال صغار معهم نساء لرعايتهم، لا يعلم إذا كان بينهم مخطوفون أو جميعهم غير شرعيين ناتجين عن الأنشطة التي كانت تدار في الشقق".

وفي تلك النقطة تحديدا، اتسعت القضية مع ظهور مزيد من العائلات التي تبحث عن أبنائها المخطوفين في حوادث وتواريخ وأماكن متفرقة.

أعمال سحر 

خطف وبيع أطفال وأعمال منافية للأداب تدار داخل شقق مريم خاطفة الدمام، إلا أن أكثر أعمالها قسوة هو العثور على العديد من الأعمال السحرية داخل شققها، صور وبيانات وأشخاص، بعضها عليها أقفال، وصورة لفتاة محجبة مطموسة، تقول سحر عن ذلك، "الكثير من الأعمال السحرية التي جرى العثور عليها، توجد بها صور أشخاص بعضها عليها أقفال، إحدى الصور لفتاة محجبة جميلة الوجه يبدو منها أن مريم عزمت على إحداث ضرر سحري بها، والعديد من الأعمال السحرية التي تستهدف أذى الناس.

ولفك تلك الشرور استعانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشيوخ لفك الأعمال السحرية التي يمكن فكها وتضر بالناس، تستعين الجهات المعنية بشيخ متخصص من وحدة مكافحة السحر بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لفك الأعمال السحرية، فربما بذلك يجرى إنقاذ من أضر به سحر مريم.

كما استعانت بشيخ ليقرأ القرآن على مريم نفسها، "قبل نحو أسبوعين جرى الاستعانة بشيخ للقراءة على السيدة في السجن، وحول إذا كان أتى ذلك بنتيجة معها أم لا، هذه المعلومة لم تتوفر".

خطف مصريين منذ 19 عاما

يرجح أن معظم من خطفتهم مريم منذ عقدين هم الآن في العشرينيات من عمرهم، يملكون هويات مزورة ومتجنسين بالجنسية السعودية، ومن المرجح بعد كشف الكثير من المساعدين لمريم أن يكون من بينهم اليمني المختطف الشهير نسيم حبتور.

وكشف الصحفي الكويتي أبو طلال الحمراني، المتخصص في الجرائم والحوادث أنه من بين المخطوفين توأم مصري ولد قبل 19 عاما، وتحديدا عام 2001 في مستشفى الدمام بالسعودية.

تفاصيل القصة ترجع بإبلاغ ممرضة تدعى "سناء"، والة الطفلين بأن الولد مات في البداية لتعود إلى الأم بعد شهر ونصف وتبلغ بوفاة البنت، وذلك لأنهما ولدا باكرا، ووضعا في الحضانة.

ظلت الأم طوال سنوات تحاول البحث عن أبنائها وشعورها البالغ بأنهم مخطوفين، خاصة مع إبلاغ  الممرضة لها أن المستشفى دفنتهما ولم تأخذ الجثث، وبمجرد ظهور صور مريم مع المسؤول عن البحث عن خاطف نسيم حبتور اليمني، تأكدت بأنها هي نفسها الممرضة "سناء" التي أبلغتها بوفاتهما، وستحرر المصرية بلاغا بذلك لمعرفة مصير نجليها.

ومن هنا يتأكد أن مريم كانت تعمل تحت غطاء كونها ممرضة منذ عقود مثلما أشيع ما يجعل خطفها للأطفال سهلا.

القبض على عصابة مريم

ألقت قوات الشرطة القبض على تقريبا 11 شخصا من معاوني مريم في جرائمها، وذلك بعد أن اعترفت بوجود مشاركين ومساعدين لها في جميع عمليات الاختطاف، وجرى إلقاء القبض عليهم جميعا ويخضعون للتحقيق حاليا، فيما من المقرر كشف هوياتهم بعد انتهاء التحقيقات.

ومن بين المقبوض عليهم "سلطانة" وهي شريكة مريم وصديقتها التي دأبت على ممارسة الخطف معها وتدريب خاطفات أخريات أيضا.

كما جرى القبض على قريبة لمريم، تبلغ من العمر 37 عاما من العمر، تقيم خارج الدمام، كما ألقي القبض على إحدى النساء اللاتي اشترين طفلا مخطوفا من مريم.

وتبين من التحقيقات أن خاطفة الأطفال باعت أكثر من طفل وطفلة لزبائن، فيما بدأت الأجهزة الأمنية في مطابقة نسب المخطوفين الذين تم العثور عليهم مع بلاغات اختطاف مسجلة سابقا.

حالتها مريم العقلية

شكلت السطات السعودية لجنة كشفت على قوى مريم العقلية، لتبين ما إذا كانت تعاني مرضا نفسيا، ولكنها أثبتت أنها مسؤولة عن جرائما كلها، وكتبت الصحفية سحر عبر "تويتر"، "خلصت لجنة مكونة من 4 تخصصات، كلفت بتقييم (مبدئي) للوضع النفسي لخاطفة الدمام قابلتها اليوم ومكثت معها 3 ساعات، إلى أنها لا تعاني أمراضًا نفسية تفقدها الأهلية والتحكم بنفسها، بل تعاني فقط من أثار صدمة عصبية".