رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"بياعة ترمس ومنجدة وتاجرة".. "فايزة" تمحو أمية المرأة الريفية: "بعلمهم زي ما اتعلمت"

كتب: يسرا محمود -

12:04 م | الإثنين 09 مارس 2020

الحاجة فايزة عويس

بجلباب فضفاض قاتم اللون، وخمار طويل يكسو معظم جسدها، تتجمل فايزة عويس في المؤتمرات النسوية والفعاليات الشبابية على مدار مارس الجاري، المعروف باسم شهر المرأة، متحدثة عن تجربتها الملهمة، ورحلتها لمحو أميتها، وتطوعها لتعليم أهالي قريتها بمركز ناصر في محافظة بني سويف، فضلا عن معاناتها الطويلة لإعالة أسرتها.

فايزة عويس: اشتغلت بياعة ترمس وخياطة ومنجدة 

"في البلد عايزني أدخل في مجلس الشعب، وأعبر عن رأيهم ضمن كوتة المرأة".. بتلك الكلمات تبدأ "فايزة" حديثها لـ"هن"، معربة عن سعادتها بحب أهالى المنطقة لها، خاصة عقب قرارها بالتعلم القراءة والكتابة، الذي اتخذته عقب مرورها بظروف عائلية قاسية، "قولت لازم أتنور علشان أفهم الدنيا أكتر".

بمجرد حصولها على شهادة محو أمية من هيئة تعليم الكبار، منذ 5 سنوات، وهبت السيدة الستينية جزءا من منزلها، لتعليم جيرانها الأُميين مجانا، "علشان محدش يضحك عليهم، ويعرفوا يقروا اللوحات اللي في الطريق والمواصلات"، فضلا عن تقديم دروس لتحفيظ القرآن بالتعاون مع أحد المشايخ بالمسجد المجاور لمحل سكنها، وسط إقبال كثيف على مبادراتها.

"سيدة البطاطس": سعيدة بتقدير المجتمع للمرأة الريفية

مهن شاقة، عملت بها "فايزة"، كبيع "ترمس" و"فول حراتي" و"بيض"، ومرورا بحياكة الملابس، دخولها مجال تنجيد الأثاث، فضلا عن عملها في زراعة وحصد المحاصيل الزراعية، "في وقت مر عليا، كانت بأخد 15 جنيه بعد شغل 12 ساعة في اليوم، بس كنت راضية، علشان كده ربنا كرمني"، إلا أن كرمتها الوكالة الأمريكية للتنمية، لتحقيقها إنتاجية 32 طن من محصول البطاطس، من فدانين فقط.

تميزها تسبب في شهرتها بلقب "سيدة البطاطس"، لخبرتها الواسعة في ذلك المجال، الذي عملت به منذ عمر الـ7 سنوات مع والدها، واحتفت بها السفارة الأمريكية في القاهرة.

الجدة صاحبة الـ68 سنة، تركز حاليا في التجارة، مستفيدة مما تعلمته في فصول محو الأمية، لتدوين تفاصيل مشاريعها الصغيرة، من مصروفات وربح مادي، "ومحدش يقدر يضحك عليا في الفلوس، كله بالورقة والقلم"، مختتمة حديثها بأنها فخورة بدعم المجتمع للمرأة الريفية، وتقديرهن لدورها، في ظل حصولها على أكثر من 8 شهادات تقديرية مختلفة، من بينهن الأم المثالية.