رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مسابقة طبخ لحث المرأة الريفية على التصويت في الانتخابات التونسية

كتب: هبة وهدان -

12:38 م | الأحد 13 أكتوبر 2019

مسابقة طباخة الرئيس

منذ ساعات الصباح الأولى فتحت لجان الاقتراع أبوابها أمام أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

ومن منطلق حث المرأة على المشاركة، نظمت جمعية "شباب تونس يؤثر" أمس السبت في قرية "الشامين" بولاية بن العروس شمال شرق تونس العاصمة نموذج محاكاة انتخابية عبر مسابقة طبخ بهدف الشرح للنساء الأميات، اللواتي يعشن في المناطق الريفية جميع مراحل التصويت.

ومن بين المبادرات التي أطلقتها هذه الجمعية، تنظيم مسابقة "طباخة الرئيس" التي شاركت فيها سبع ربات بيوت ريفيات قمن كلهن بإحضار طبق من "الكسكسي" التونسي.

المسابقة جرت رحابها في منزل هندة جلاس، بقرية "الشامين" بمعتمدية "مرناق" بولاية بن العروس، على بعد 30 كيلو مترا شمال شرق العاصمة تونس.

هدف المسابقة شرح جميع المراحل التي يجب اتباعها خلال التصويت يوم الأحد وتوعية المرأة الريفية، بضرورة الإدلاء بصوتها على أساس برامج المرشحين وليس على أساس الأشخاص، حسب قول أيمن صالح، رئيس مشروع "أنت تقرر" والمكلف بالعلاقات العامة في جمعية " شباب تونس يؤثر" لـ فرنسا 24.

وأضاف صالح "قمنا بإنشاء مكتب تصويت حقيقي في منزل هندة جلاس مع توفير كل مستلزمات العملية الانتخابية، بدءا بالسجل الانتخابي والحبر مرورا بمقصورة الاقتراع التي تسمح لكل ناخبة أن تصوت بكل سرية لاختيار الطبق الذي يعجبها إلى غاية إيداع ورقة الاقتراع داخل الصندوق".

وأمس السبت، أحضرت كل من المشاركات السبع في المسابقة طبقا من الكسكسي ووضعته فوق طاولة، لكي تتمكن المصوتات من اختيار أحسن طبق بعد التذوق.

وقبل التصويت على أحسن كسكسي، نظمت المشاركات في المسابقة حملة انتخابية وجيزة شرحن من خلالها الطريقة التي اتبعتها لتحضير الأكل، وحاولت كل واحدة منهن التأثير على تصويت الناخبات الأخريات.

من جهته، شرح أحمد بن عمار، عضو في الجمعية، كيف تتم عملية الاقتراع للمشاركات، ضاربا مثلا "نحن نعيش في منطقة مرناق المعروفة بالفلاحة، فهل يمكن مثلا أن ننتخب شخصا لا يفقه في الزراعة والفلاحة، وأجاب طبعا، لا يجب الانتخاب حسب أسماء المرشحين بل على أساس برامجهم الانتخابية".

وبعد أن أنهى أحمد عمار التفسيرات المتعلقة بالعملية الانتخابية، قدمت كل امرأة شروحات حول الطبق الذي أعدته، وحاولت كل واحدة منهن إقناع الناخبات الأخريات بالتصويت لصالحها على أساس أن طبقها هو الأفضل، كما تذوقت الناخبات كل الأطباق قبل أن تتوجهن إلى صندوق الاقتراع للإدلاء بأصواتهن.

من جانبها قالت صفاء بن موسى 20 عاما، وهي إحدى الناخبات "إنها مبادرة جميلة لأنها ستساعد العديد من النساء الأميات، على اختيار المرشح الذي تردن التصويت لصالحه وتتجنبن الأخطاء التي تلغي التصويت".

وأضافت "اختيار أحسن طبق من الكسكسي جعل النساء يشاركن بكثافة في هذه المسابقة، ويهيئن أنفسهن أكثر للعملية الانتخابية الحقيقية التي ستجري غدا الأحد. إنها طريقة ذكية لشرح كل مراحل التصويت لنساء لا يخرجن من منازلهن ولا يعملن".

وحضر وفد من المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي، وأشاد بالعملية الانتخابية التي جرت في ظروف جيدة حسب رئيس الوفد ستيفان زيغلير.

وقال لفرانس 24 "إنها مبادرة مبدعة سمحت لنساء الأرياف أن تتأقلمن مع مراكز الاقتراع، وتكنّ على أتم الاستعداد للتصويت غدا الأحد".

واستكمل "يجب توسيع هذه التجربة إلى مناطق أخرى في تونس وتصديرها إلى بلدان المنطقة، لم أرَ في حياتي مثل هذه التجربة، إنها حقا مبادرة فريدة من نوعها".

وبعد انتهاء عملية التصويت وفرز الأصوات، أعلن رئيس الجمعية "شباب تونس يؤثر" نتيجة الانتخابات التي فازت بها نجوى جلاس أخت هندة جلاس وتحصلت على جائزة أحسن طبق من الكسكسي.

وعبرت عن فرحتها قائلة "أنا سعيدة جدا بهذا الفوز.. المهم هي المشاركة لأني اليوم التقيت بصديقات لم أرهن منذ سنين، فنحن نبقى دائما في المنازل نربي الأطفال ونحضر الأكل للرجال، لا نخرج إلى الخارج ولا نلتقي بنساء أخريات، هذه المحاكاة للانتخابات فرصة جميلة لتغيير الجو"، منوهة إلى أنها "ستصوت دون شك الأحد".

واستقبلت النساء المشاركات فوز نجوى جلاس بأحسن طبق من الكسكسي بالزغاريد والرقص، ثم استلمن جوائز تذكارية من قبل مسؤولي الجمعية.

فيما قدمت ربة المنزل الشاي والقهوة للحاضرين مع قطعات من حلوى "المقروط" المعروفة في تونس، ما زاد من سعادة النساء الريفيات اللواتي أكدن أنهن ستصوتن دون شك الأحد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية "من أجل تونس المستقبل".