كان الطفل كوادن، من ولاية كوينزلاند الأسترالية، عائدا من المدرسة، يوم الثلاثاء الماضي، برفقة والدته، ولكن حالته النفسية لم تكن على ما يرام، فهو يعاني من التقزم، وليس هذا بحسب، ولكن عليه أن يواجه التنمر والعنف اليومي في المدرسة.

من هنا كانت بداية قصة الطفل الصغير، الذي يتعرض للعنف والتنمر والمضايقة اليومية، ما يدفعه للتفكير في الانتحار، شكا الطفل خلال فيديو "لايف" بثته والدته عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من تلك المعاملة المهينة التي يتلقاها من زملائه، وطلب الطفل من والدته سكينا، كي يتخلص من حياته.

ولم تكن تلك هي أول مرة يفكر الطفل "كودان"، في التخلص من حياته، فقد قالت والدته إنه حاول الانتحار في وقت سابق، وكل ذلك بسبب التنمر والعنف المتكرر الذي يبتعرض له من قبل زملائه في المدرسة.

"خرجيني من هنا دلوقتي، انا هطعن قلبي، عايز اموت دلوقتي، اخبط راسي في حيطة"، كلمات مؤثرة خرجت من فم الطفل "كوادن"، والذي بدأت والدته في التحدث نيابة عنه، "هو ده اللي بيعمله التنمر، طفل عمره 9 سنين، كل اللي هو عايزه يروح المدرسة يتعلم ويصاحب ناس، وفي كل يوم حلقة جديدة من التنمر، والمضايقة".

وأكملت والدته يراكا بايلز، متحدثة عن المعاناة من التنمر، "عايزاكوا تشوفوا أزاي ده بيؤلمنا كعائلة، أنا عايزة الناس يربوا أولادهم، حملات التنمر غير مجدية، علموا ولادكوا أزاي يحترموا الآخر، عندي طفل لديه أفكار انتحارية كل يوم، ومش قادرة أسكت على الموضوع أكتر من كدة".

"ده مش نكتة، ولا تمثيل، علموا ولادكوا خطورة التنمر، اعملوا حاجة كبيرة ومؤثرة، في المدرسة مع الأهل، والأصحاب، وفي كل حتة".

خلال دقائق قليلة، أصبح الفيديو الذي بثته الأم، هو الأكثر تداولا على مستوى العالم كله، وبدأت حملات التوعية بالفعل، فقد كان نذيرا وجرسا دق ليلفت انتباه العالم لخطورة التنمر، وكونه أكبر من مجرد حملات صغيرة، حيث وصل عدد مشاهدته إلى أكثر من 16 مليون مشاهدة، ولا يزال العدد في ازدياد.

نجوم من حول العالم، بدأوا في التضامن مع الطفل "كوادن"، حملات توعية وتبرعات لمواجهة التنمر، حملات دعم نفسي ومعنوي له وغيره من الأطفال، أبرز هؤلاء هو الممثل الأسترالي هيو جاكمان، الذي نشر الفيديو على حساب "تويتر" الخاص به ووجه كلامه للأم بايلز: "بغض النظر عن ذلك، عندك صديقي"، موضحا أنه الطفل كوادن.

وقال "جاكمان" للطفل: "كوادن، أنت أقوى مما تعلم، يا صديقي، وللجميع ، دعونا نفضل أن نكون لطفاء مع بعضنا البعض".

ومن جهة أخرى أنشأ الممثل الكوميدي الأمريكي براد ويليامز، صفحة "Go-Fund Me"، التي جمعت حوالي 170،000 دولار، وتلك الأموال لإرسال "كودان" ووالدته إلى ديزني لاند في كاليفورنيا.

وقال "وليامز" في صفحة جمع التبرعات، "هذا ليس فقط لكوادن، هو لأي شخص تعرض للتخويف والتنمر في حياته وأخبره الجميع بأنه ليس جيدا بما فيه الكفاية"، "دعونا نظهر لكوادن وآخرين أن هناك ما هو جيد في العالم وهم يستحقون ذلك".