رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

حكايات "أطفال التريند".. كيف أصبح حالهم؟

نجومية كبيرة لحقت بصغار دون سبب ملموس غير أن رواد العالم الافتراضي تفاعل معهم وجعل من حكاياتهم فى كثير من الأحيان سبباً لتحرك المسؤولين، واتخاذ مواقف حاسمة لإنقاذ طفولتهم البريئة، لتظل قصصهم عالقة فى أذهان الجميع، ويتساءل البعض عما آلت إليه أوضاعهم.

فهذا ما حدث مع الطفل محمد أحمد صالح، الشهير بعبارة: "عايز أنام ربع ساعة يا حاجة"، فبعد مرور نحو 15 شهراً على انتشار الفيديو المعروف إعلامياً بـ"الطفل الباكي"، الذى يجلس داخل فصله باكياً لرغبته في النوم، لا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعى يتداولون صورته، والعبارات التى قالها من وقت لآخر، ليتحول الطفل الذى يدرس بالصف الثانى الابتدائى لنجم ذائع الصيت، وأيقونة يتبادلها البعض على سبيل المزاح تارة وللسخرية مرة أخرى.

"باتبسط لما بشوف صورتي على النت، وإن فيه ناس لسه فاكرانى"، يقولها الطفل "محمد"، الذى أجبرته ظروف مرضه حينها على البكاء، فقبل بدء العام الدراسى أصيب بكسر فى القدم، اضطر على إثره لتناول العديد من الأدوية التى كانت تسبب له النعاس معظم ساعات يومه، الأمر الذى دفعه بمجرد ذهابه للمدرسة فى يومه الدراسي الأول للاستئذان من "الدادة" بالسماح له بالنوم قليلاً ليريح جسده الذي أنهكه التعب، ليفاجأ بتصوير أحد المدرسين له وهو يبكى ونشره فى اليوم نفسه على "فيس بوك": "ماكنتش بقول للميس يا حجة، كان قصدي الدادة، لكن الناس مافهمتش واتريقت عليا، رغم إنى كنت تعبان، وماكنتش قادر أقعد، ولما طلبت منهم أروح رفضوا، فقلت لها طيب أنام ربع ساعة بس".

تعرض "محمد"، الذى يسكن بمنطقة شبرا، بعد انتشار الفيديو وسخرية زملائه منه، لأزمة نفسية كبيرة، وامتنع عن الذهاب لمدرسته، ما دفع والديه حينها للتفكير فى نقله لمدرسة "عبدالله النديم" التى تبتعد عن منزلهم بأمتار قليلة على أمل أن حالته النفسية تتحسن وتعود رغبته من جديد فى الذهاب للمدرسة كباقى أشقائه وزملائه، لكنه استمر لعدة أيام متمسكاً برأيه، خوفاً من تكرار المضايقات التى تعرض لها فى يومه المدرسى الأول، وبعد إلحاح والديه عليه توجه على مضض لمدرسته الجديدة التى تم استقباله فيها بشكل حافل سواء من المعلمين أو التلاميذ الصغار الذين عرفوه بعدما انتشر الفيديو له على السوشيال ميديا ووسائل الإعلام بكثافة، الأمر الذى كان حافزاً بالنسبة له لرفع روحه المعنوية والانتظام فى مقاعد الدراسة، على حد قول والده، الذى أكد أن طفله لم يعد يشعر بالضيق كلما شاهد الفيديو الخاص به أو صورته على مواقع التواصل: "محمد بقى بيضحك كل ما يشوف أى كوميكس على صورته، وفيه ناس لحد دلوقتى بتبعت لى على الواتس أب صورته على كلام مختلف، الأول كنت بتضايق لأنى كنت بشوفه زعلان ومتأثر نفسياً، لكن دلوقتى بقى معروف فى المنطقة وأصحابه على طول بيهزروا معاه ويقولوا له مش عايز تنام ربع ساعة ويضحكوا".

من أبرز "التريندات"، التى كان لها صدى على منصات التواصل، حكاية الطفلين "مالك - 4 سنوات"، وشقيقه "يازن 4 شهور"، والمعروفة إعلامياً بـ"طفلى السلم"، والتى شهدتها مدينة طنطا، فى نوفمبر الماضى، بعد أن عثرت عليهما جارتهما على درجات السلم، بعدما تركهما والداهما وتبادلا تركهما أمام منزلهما والهروب من رعايتهما.

"الطفلان" ضحية الأب شادى الأمير، الذى يعمل مطرباً شعبياً، والأم سها السيد عيد، ربة منزل، ما استدعى اتهام الأم، ووجهت لها تهمة الإهمال فى رعاية طفليها، إلى جانب الإهمال فى رعاية الطفل الرضيع، واستخراج شهادة ميلاد له، وإعطاؤه التطعيمات، وهو ما أثبتته تحريات المباحث، التى قررت إيداعهما إحدى دور الرعاية بطنطا، حتى تم تسليمهما إلى والدتهما مرة أخرى، بحسب ما قاله مسئول بمديرية التضامن بالغربية، طلب عدم نشر اسمه، مضيفاً: "المديرية دورها انتهى بمجرد تنفيذ قرار النيابة العامة بشأن تسليم الطفلين إلى والدتهما، من دار العطاء للرعاية فى 8 ديسمبر الماضى"، موضحاً أن المديرية ليس من اختصاصها متابعة الحالة الاجتماعية للطفلين أو التأكد من مدى توفير الرعاية لهما من عدمه، بعد أن تسلمت الأم الطفلين، ولا يحق لها القيام بأى إجراء تفتيش أو متابعة حالة الطفلين إلا فى حالة ورود بلاغ يتضمن وجود إهمال فى رعاية الطفلين.

وأبدى المصدر استغرابه من قرار تسليم الطفلين إلى الأم مطلع الشهر الماضى، ثم نفاجأ جميعاً بقرار من محكمة جنح أول طنطا يتضمن حبسها 6 أشهر بتهمة الإهمال وترك الطفلين على السلم فى البرد والصقيع، مشيراً إلى أنه فى حالة تأييد حبس الأم لا تستطيع مديرية التضامن الاجتماعى تسلم الطفلين وإيداعهما دار رعاية إلا بقرار من النيابة العامة يتضمن ذلك.

وأكد بلال عادل، محامى الأم، أن موكلته وطفليها يقيمون فى منزل والدها بعد أن تنصل زوجها من توفير شقة لهم، وتعمل الأم على خدمة طفليها ورعايتهما بصفة كاملة، وذلك بعد أن تسلمتهما من دار الرعاية مطلع الشهر الماضى، بناء على قرار النيابة العامة، وحالياً يتمتعان بصحة جيدة.

وتصدرت محافظة الشرقية السوشيال ميديا بقصة الطفلتين "أمانى وجنة"، بعد تعرضهما لعنف شديد خلال نقلهما لحضانة جدتهما للأم، فى قرية بساط كريم الدين، مركز شربين بمحافظة الدقهلية، وما أن تم الكشف عنه حتى أصبحتا تريند مصر فى سبتمبر 2019، فقد تعرضتا للكى بالنار فى مناطق حساسة وتخليع الأظافر بالكماشة، انتهى إلى مصرع الطفلة جنة، وعلاج الطفلة أمانى.

وكُتبت للطفلة أمانى حياة جديدة، ازدادت خلالها قرباً من والدها الكفيف، فلا تبتعد عنه مطلقاً منذ أن عادت إليه وحبس جدتها للأم، فهى حالياً تعيش مع والدها، رغم أنه لم يصدر حكم رسمى بنقل الحضانة، إلا أن رغبتها القوية تجاه والدها جعلت الجميع يحترمها رغم أنه مخالف للقانون.

تتذكر أم هاشم محمد الحسينى، جدة الطفلة لوالدها، عندما تدخل شيخ الأزهر، وأعلن علاج الطفلة أمانى على نفقته، وجرى نقلها بسرية تامة إلى أحد مستشفيات القاهرة بعيداً عن وسائل الإعلام التى كان همها الأكبر فى ذلك الوقت أن تعرف مكانها واستمر اختفاؤها لمدة 8 أيام حتى جرى علاجها وعادت مع والدها: "كانوا عايزين ياخدوا أمانى لوحدها، لكن تعلقها الشديد بأبوها كان السبب أن يذهب معها"، وقالت "أم هاشم"، لـ"الوطن" إننا "ذهبنا يوم الأحد 29 سبتمبر إلى النيابة العامة بالمنصورة، وقدمت طلب للمحامى العام لتسلم أمانى لنقل حضانتها لى حسب القانون، وكانت ابنى محمد سمير وابنته، تسألهم النيابة فى قضية تعذيبها فى نفس المحكمة أمام النيابة الكلية، وظل الأمر حتى مساء هذا اليوم".

وأضافت الجدة للأب: "بعد أن قدم المحامى الطلب للمحامى العام انتظرت مع ابنى لأنه كفيف إلى أن حضرت سيارة إسعاف، ونزلنا فيها إحنا التلاتة، ولم تتحرك السيارة بنا، بل توقفت بنا أكثر من ساعتين، إلى أن حضرت سيارة ميكروباص حاولوا أخد أمانى فتشبثت بأبوها بقوة، وأنا أيضاً مسكت فيهم بقوة، لكن الأشخاص الموجودين تمكنوا من إبعادى عنها إلا أن أمانى لم تترك أبوها ومسكت فيه بقوة غريبة لدرجة إنهم لم يقدروا على إبعادها عنه".

وذكرت أنه "منذ ذلك التاريخ عادت أمانى إلينا، وتعيش معنا، وحالتها الصحية تحسنت، وتذهب إلى المدرسة، فقد قدمنا لها فى مدرسة القرية وهى حالياً بالصف الأول الابتدائى".

"أمانى هى التى خرجت بها من الدنيا ولن أتركها أبداً"، هكذا أكد محمد سمير، والد الطفلة، وقال: "هى حالياً عينى التى أرى بها، وهى كل حياتى، وهى بحجم الأسى والتعذيب الذى عاشته مع جدتها للأم والقسوة فى التعامل أجد معها حباً ورحمة وعاطفة تجاهى لم أجدها عند أى إنسان آخر، فرغم سنها الصغيرة، فإنها عاشت تجربة قاسية لمدة 6 شهور فى عذاب".

وقال أسامة ياسين، محامى أسرة الطفلتين "أمانى وجنة"، إن "الحضانة تكون للجدة لأم، ثم للجدة لأب، وفى هذه الحالة ستنتقل إلى حضانة جدتها لوالدها، والطفلة متعلقة جداً بوالدها ولا تفارقه لحظة واحدة منذ أن تم إعادتها من عند جدتها التى تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على يديها"، مضيفاً: "إلى الآن لم يصدر حكم بنقل الحضانة إلا أن ارتباط أمانى الشديد بوالدها جعلها تجبر الجميع على احترام رغبتها، خاصة أن جدتها للأم صدر ضدها حكم بجنح مستأنف شربين بالسجن لمدة عام مع الشغل والنفاذ، وتنتظر محاكمتها فى مصرع الطفلة جنة".