كتب: نرمين عصام الدين -
11:50 م | الأحد 26 يناير 2020
بملابس بسيطة وخمار يكسو شعرها، تفترش فتحية حجازى، 45 عاماً، الرصيف المقابل لمحطة مصر بالإسكندرية، بحثا عن "رزق حلال" من خلال بيع معدات تصليح السيارات، عقب تعثرها فى الحصول على معاش.
تطل "فتحية" كل يوم على المواطنين، من أجل جمع قوت يومها، رغم نظرات استغراب المارة لها: «معاشى 350 جنيه، جيت إسكندرية بعد انفصالى، وبقالى 4 سنين مش عارفة أحوله، موقوف بسبب الروتين والأوراق، كل ما أسلم الموظفين الأوراق المطلوبة، يدوخونى على أوراق جديدة، وتعبت من الروتين».
«مفكات، مفاتيح بلدى، أقفال، مقابض لليد، حوائل معدن، مسامير سباكة، مقصات»، أدوات مختلفة ترصها «فتحية» على فرشتها، وتحاول بيعها بصحبة ابنها «عبدالرحمن»، ورغم المشقة لا تفارق وجهها الابتسامة الهادئة، وتفضل ارتداء الألوان الزاهية، بعد أن تقطع مسافة طويلة لتأتى من منزلها بمنطقة أبيس، الواقعة فى أقصى أطراف الإسكندرية إلى محطة مصر.
«فتحية» التى كانت تقطن إحدى القرى الريفية التابعة للجيزة، قبل أن تأتى إلى الإسكندرية، تبيع القطعة بسعر لا يقل عن 35 جنيهاً، وتعرض بضائعها للزبائن، دون أن تكترث لنظرات المارة، وتقضى بين 6 و9 ساعات يومياً فى الشارع: «بشترى من واحد وأكسب فى الحتة كام جنيه، وآهى أحسن من غيرها، يعنى لو هعمل أكل أو أصنع جبن عايز مجهود»، لافتة إلى أنها تعانى من أمراض الضغط والسكر.
تتمنى «فتحية» أن تحل مشكلة معاشها، ويوماً بعد يوم تترجى موظفى التضامن الاجتماعى لإصدار قرار صرف المعاش، خصوصاً بعد انفصالها عن زوجها، وتحملها نفقات ابنها بمفردها، إلى جانب 500 جنيه إيجار شهرى: «معنديش صحة، وعملت كل اللى فى وسعى».