رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجات ترد العنف بالعنف: هتضرب هنضرب.. وطبيب نفسي: "الأطفال سيصبحون سيكوباتيين"

كتب: روان مسعد -

04:25 ص | الجمعة 10 يناير 2020

سيدات يردن العنف بالعنف

"الست المفترية ضربت جوزها".. كلمة تتردد كلما مدت الزوجة يدها على زوجها، ورغم أن رد الفعل على العنف من قبل الزوج يكون "استحملي عشان عيالك"، إلا أن بعض الزوجات يتخلين عن ذلك، ويقررن أن المساواة في الظلم العدل، ويبتعدن عن "قلة الحيلة"، ويبدأن في رد العنف كلما هم الزوج بضربهن في البيت.

نادين: جوزي بيعاملني كويس ما عدا وقت الخناق بنضرب بعض

في بداية الزواج صاحبت الدموع نادين حمدالله في كل مشاجرة تنشب بينها وبين زوجها، إذا ما رفع صوته عليها تذهب إلى بيت أهلها غاضبة، لكن الأمر تطور إلى ضرب وتشابك بالأيادي، شعرت بالظلم والإحباط وضرورة الطلاق في البداية، "بس عندي 3 عيال، وبيجي يصالحني وبيندم، وبيعاملني كويس طول الوقت ما عدا وقت الخناقة لازم ضرب وشتيمة".

لأجل ذلك تعلمت نادين كيفية الرد على تلك الإساءات بالمثل، "وقت الخناقة بضرب وبشتم زيه بالظبط، في الأول اتخض واتفقنا مش هنعمل كدة تاني أبدا، لكن رجعت ريما لعادتها القديمة"، ولم يكف الزوج عن تعنيف زوجته بقسوة إذا ما حدثت مشكلة عائلية، فكان رد العنف بالعنف هو اللغة السائدة في البيت، "بحاول أعلم ولادي ان ده غلط على قد ما أقدر، أتمنى يطلعوا كويسين مش زينا، أنا مش عايزة أطلق، مرتاحة في جوازي ما عدا وقت الخناق".

سلوى: علمت بنتي ترد الضرب بالضرب زي ما بعمل مع باباها

كانت سلوى تبلغ من العمر 21 عاما حينما تزوجت، لم تتخرج من الجامعة بعد، ولكن لأنها تعيش في إحدى قرى المنوفية، سارت على نفس عاداتهم فتزوجت وأنجبت في عمر صغيرة، 13 عاما قضتها سلوى في بيت الزوجية، منذ شهر العسل عايشت سلوى محمد (ربة منزل)، وتبلغ من العمر 34 عاما، العنف المنزلي مع زوجها، "ضربني بكل حاجة في البيت، حزام وبإيده، كأني عيلة صغيرة مش مراته، مفيش حاجة اسمها احترام بينا".

ندمت سلوى على تلك الزيجة فهى ترى نفسها وتعليها أفضل منه، "هو خريج معهد صنايع، تعليم متوسط وأنا كلية تجارة، اتعلمت وروحت جامعة وفهمت يا ريتني ما اتجوزته، علمني كل حاجة وحشة بيئة مختلفة عن بيئتي وأوحش بكتير"، تعليم الزوج لم يقتصر على رد العنف، بل علمها تدخين السجائر، والحشيش والضرب والألفاظ الجارحة، "بقت دي عيشتي واتعودت عليها، وعندي منه بنت بعلمها اللي يضربها تضربه، وتشتمه زي ما أنا بعمل مع باباها لأنه يستاهل دمرني".

 

الطب النفسي: الزوجات ضحية

من جانبه، أوضح الدكتور محمد هاني الاستشاري النفسي، أسباب لجوء السيدات للعنف، موضحا أنهن وصلن لمرحلة أن القسوة تولد قسوة موضحا أن الزوج العصبي لا يستطيع التحكم في تصرفاته أثناء عصبيته "بيجرحها ويهينها والموضوع بيتطور وبيقفوا قصاد بعض في أي مشكلة ممكن تحصل وبتحس أن هي كائن ضعيف وبترد الإساءة بالإساءة وبترد الكره بالكره".

وأوضح أن العنف يحولها من كائن بسيط ولطيف إلى شخصية جافة في مشاعرها، وأكمل "مفيش حد هيستحمل إنه يتضرب ويتهان لكن هي لازم ترد الإهانة وتتعامل معاه بعنف والسبب في ده هو الراجل لأنه هو اللي وصل الست إن هي تكون كدة الراجل اللي عنده حكمة وفطنة هو قائد السفينة لو بيقلل من احترامها لازم هي تقلل من احترامه"، وأكد أن المرأة في تلك الحالة تكون ضحية العنف، "لأنها في الأول إنسانة عادية وطبيعية جدا، لكنها بتضرب لأنها بتضرب، ومبتبقاش قادرة تستحمل وتسكت".

وأوضح أن تلك العلاقة تكون عادة غير سوية، ويصبح الزوجان في أوقات العصبية غير أسوياء، وفي حالة الاستمرارية في العيش والزواج سيلجأ أحد الطرفين إلى تعذيب الآخر، بشكل أكثر عدوانية، "والست ممكن تكون الطرف ده لأنها بتتحول لكائن شرس بسبب الكبت والإهانة".

وأكمل أن الزوجة هي الضحية، لأنها تصبح معرضة للانهيار "وبتفكر أن هي مش جاية من الشارع هي عندها كرامة واحترام لو سقط الاحترام سقطت العلاقة هنا الاحترام سقط وفشل".

تأثير الضرب على الأطفال: هيبقوا سيكوباتيين

وعن تأثير العنف المنزلي المتبادل بين الأم والأب على الأطفال قال هاني إنهم لن يكونوا أسوياء تماما، حيث يفتقدون القدوة الموجودة في الأب والأم، "سواء بالضرب أو الشتيمة، لأنه بيكتسب العادات والتقاليد منهم سواء العنف أو اللين هيطلع زيهم غير سوي وغير مستقر وفاقد للقدوة"، وسيعاني الطفل من مشاكل نفسية، ويكبر وهو كاره للناس والمجتمع وناقم على نفسه، وسيكوباتي لأنه لم ينشأ في بيئة مستقرة.

حلول إيقاف العنف المنزل

والحلول النفسية لتلك العلاقة التي تتسم بالعنف يقول عنها هاني إنها محددة للغاية، أحدها هو تغير أحد الطرفين بإيجابية، سواء كان الزوج أو الزوجة، واللجوء للحديث الهادئ والحلول المنطقية، موضحا أنها علاقة زوجية مستمرة وليست مجرد صداقة، "لا دول اتنين عايشين مع بعض حياة كاملة، و90% منهم مش بيكملوا لأن كل يوم هيكون في زوج أو زوجة مضروبة".

وأكمل، "مينفعش يحطوا النار جنب البنزين دايما أسلوب الانفصال ده آخر حاجة بنلجأ ليها، لكن حالات زي دي قنيلة نووية بتنفجر في أي وقت لأن لغة العصبية والحوار العصبي موجودة مش بيبقوا مدركين بيعملوا إيه".