رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معاناة المطلقات: عروض زواج على ورق بنكنوت.. أسبوع بـ25 ألف جنيه

كتب: سحر عزازي -

10:17 م | الثلاثاء 07 يناير 2020

معاناة المطلقات من نظرات المجتمع عروض زواج على ورق بنكنوت: أسبوع بـ25 ألف جنيه

نظرات جارحة تلاحق المطلقات في مجتمعنا، كأنها وصمة عار التصقت بهن، وبدأت هذه الظاهرة في التزايد خلال الفترة الأخيرة بسبب الانفتاح الاجتماعي في عصر السوشيال ميديا، عروض زواج كثيرة تتلقاها سيدات مطلقات، وجهاً لوجه، وفى غرف الدردشة المغلقة، ليس زواجاً شرعياً موثّقاً بإجراءات قانونية، بل زواج عرفي موقوت بمدة محددة، أحياناً يكون أسبوعاً مقابل 25 ألف جنيه، يقدمها الرجل نظير متعة زائفة ومحرمة، فيما تعتبرها المطلقات قمة الإهانة، للتعامل معهن على أنهن سلعة سهلة ورخيصة ومتاحة للجميع.

«انتى مش بنت بنوت، هتخافى على إيه؟»، جملة تسمعها، شروق أشرف، كثيراً منذ طلاقها قبل ٦ أعوام، سئمت من نظرة الناس السيئة لها: «باسمع عروض الجواز العرفي أكتر من كلمة صباح الخير»، تعيش في بيت والدها لتربية طفلها، تتجنّب الحديث مع الناس، خاصة صديقاتها، لخوفهن على أزواجهن منها: «وكأنى هاخطفه مثلاً».

تحكى ابنة الـ25 عاماً، أنها تلقت عروض زواج من رجال في سن والدها، وأحياناً أكبر، لقضاء وقت قصير معها بمقابل مادي، تتذكر حين عرض عليها شاب فى الثلاثين من عمره، مبلغ 25 ألف جنيه، مقابل علاقة زواج مدتها أسبوع، ما جعلها تنهار، خاصة أنه ليس لديه ما يمنعه من الزواج الرسمي، لكنه يظن أن السيدة المطلقة سهلة المنال: «هما بيبصوا للست المطلقة على أنها كانت مستعملة، فمش لازم يحافظ عليها».

تحكى أنها تعرضت لأذى نفسي بسبب هذه المعاملة والنظرات القاسية التي تطاردها في كل مكان، ومن رجال في مختلف الأعمار، لافتة إلى أن كثيراً من السيدات المطلقات يضطررن إلى قبول مثل هذه العروض، بسبب ظروفهن المادية الصعبة.

نسمة محمود، إحدى ضحايا نظرات المجتمع التي اضطرت لقطع علاقتها بالمحامي الذي كان يتابع قضية خلعها بسبب محاولته لاستغلالها، وعرضه الزواج العرفي عليها، حتى قبل صدور الحكم: «حتى أقرب الناس ليّا بيعاملونى على إني سلعة رخيصة، ممكن أتساهل مع أى حد، لمجرد إنى مطلقة»، تحكى أنها كرهت جسدها وكونها أنثى بسبب الإهانات التى تتعرّض لها بشكل شبه يومى: «مش عايزة حاجة غير إنى أربى ابنى والمجتمع يرحمنا شوية من النظرة دى».

بمجرد أن يعرف أحد أنها مطلقة تتغير نظرته لها كلياً، يظهر طمعه فيها، محاولاً استغلالها تحت ستار ورقة الزواج العرفي أو العقود الواهية، التي تكون مجرد حجة شرعية لممارسة علاقة جسدية: «محتاجين كتير قوى علشان عقول الرجالة تتغير، محتاجين نربى أولادنا تربية تانية علشان لما يكبروا مايبصوش للمرأة المطلقة على أنها سلعة رخيصة أو فرصة لازم يستفيد منها، وللأسف فيه ستات بيساعدوا فى القيام بالمهمة دى، بياخدوا سمسرة علشان يقنعونا بالجواز بالطريقة دى».

في مجموعات مغلقة كثيرة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وجدت الكثير من السيدات المطلقات فرصة للالتقاء والتعبير عن معاناتهن مع تلك النظرة السلبية التي تنال من شرفهن ومن قدرتهن على استكمال الحياة وتربية أبنائهن بطريقة صحيحة، كتبت إحداهن عن عروض كثيرة تلقتها تحت ستار الزواج: «عايزينى بنظام المؤقت علشان يستمتع ويمشى من غير ما يشيل هم». وكتبت الأخرى: «هو إحنا اللى غلط ولّا المجتمع اللى فيه حاجة غلط». وكتبت ثالثة: «كملوا حياتكم مع أزواجكم حتى لو العيشة صعبة، لأن بعد الطلاق العيشة أصعب».