الزواج علاقة مشاركة تنشأ بين طرفين تقوم على أساس المشاركة والمودة ومدى الترابط بينهما، وهناك نوعان من الزواج منه ما هو قائم على الحب ومنه ما هو قائم على العقل، وفيما يلي يوضح خبراء العلاقات الزوجية والأسرية أيهما أنجح.

يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية والأسرية في حديثه لـ "هن"، إن الزواج عن طريق الحب له مقومات نجاح، وزواج الصالونات أيضا له مقوماته، لكن زواج الحب هو الأقوى ونسب نحاجه أكبر لأسباب عدة أولها أن الحب أسلوب الحياة فهو يساعد الطرفين على تحمل المشاكل والصراعات التي تواجههم، فالحب عامل أساسي لنجاح أي علاقة بين زوجين، والإنسان دائما ينجح في أي شيء يفعله بحب، سواء كان عمله أو علاقته الزوجية، أو حتى معاملته مع أولادها، فالحب أسمى علاقة بين طرفين، ولكن الفروق الفردية في العلاقات هي التي تحدد مدى نجاحها.

وأضاف هاني، أن الزواج ينشأ بين شريكين يكمل كل منهما الآخر، فهما يربطهما علاقة مقدسة أساسها المودة والاحتواء، موضحا ضرورة الاختيار على أسس صحيحة ودراسة الطرف الآخر ومعرفة مزاياه وعيوبه، للوقوف على أرض صلبة، فهناك البعض الذي يعتقد أن المشاكل الزوجية معارك لا بد من الانتصار فيها "انتصارك على شريك حياتك هو خسارة لك".

ومن جانبه أوضح الدكتور عادل مدني، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر سابقا، أن هناك دراسة أجريت على الأزواج الذين تزوجوا عن حب، والأزواج الذين تزوجوا زواج صالونات وتابعوهم لمدة خمس سنوات فوجدوا أن الزواج عن حب بدأ بـ"خناقات" مبكرة جدا في السنة الأولى واستمرت المشاكل 3 سنين، لكنهم كانوا يتجاوزا معظم مشاكلهم، على النقيض من زواج الصالونات الذي بدأت مشاكله من السنة الرابعة، وهذا يفسر بأن زواج الصالونات ليس به توقعات، أما الزواج عن حب فيحتمل توقعات كثيرة من كلا الطرفين فكلا منهما يتوقع المزيد من الآخر، وعندما يحدث العكس على أرض الواقع، تحدث العديد من الخلافات.

وأضاف: "بينما الزواج عن حب وجدوا فيه نوع من التماسك بعد الـ 4 سنوات الأولى، فالعلاقة قائمة على التسامح و التضحية من كلا الطرفين، بينما زواج الصالونات لا يبقي الأطراف فيه على شيء لأنه لا يوجد رابط حب بينهم يدفعهم للتمسك بالعلاقة الزواجية ويحابوا من أجل استمرارها".