رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

اتجوزت عشان أهرب من كلام جدتي السم.. فتيات يتحدثن عن "التشتت" بعد طلاق الآباء

كتب: آية أشرف - ندى نور -

05:56 م | الجمعة 11 أكتوبر 2019

الأطفال ضحايا الطلاق

"جنة" و"أماني" طفلتان أصبحا حديث الرأي العام، جراء ما أحدثت جدتهما بهما، فلم ترحم طفولتهما البريئة وجسدهما الصغير الذي امتلأ بإصابات خطيرة أدت إلى وفاة الطفلة "جنة" بينما تلقت "أماني" الرعاية اللازمة في أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، وعادت من جديد إلى أحضان والدها.

"جنة" و"أماني" هما تجسيد لنموذج يتكرر كثيرًا، خاصة بين أسر الأزواج الذين ينفصلون تاركين أطفالهم يواجهون مصير التشتت بين أفراد العائلة، وإن لم يناولوا التعذيب الجسدي، فليكن الآلام النفسية تواجههم.

آمال: اتجوزت غصب عني.. عشان أهرب من كلام جدتي السم 

"مش عارفة يمكن كانت بتتكلم لمصلحتي، ويمكن كانت بتنتقم من أبويا فيا، كانت حنينة ساعات، لكن كلامها كان زي السم، خلتني مع أول عريس غصب هربت وقولت ابني البيت اللي أهلي مقدروش يحافظوا عليه"، بتلك الكلمات تحدثت آمال صاحبة الـ 51 عامًا، عن طفولتها التي تنعم بها، فقرار طلاق أبيها ووالدتها في العام الرابع من عُمرها، لا زال محفورًا بذاكرتها حتى عقب زواجها وإنجابها.

زواج والدتها، وسفر أبيها لقريته بالصعيد، وتركها برفقة شقيقها الأصغر منها مع جدتها من والدتها، كان القرار الأصعب الذي اتخذه الآباء ودفعت ثمنه "آمال" وشقيقها.

16 عاما من القهر اللفظي، والبطش بين الحين والآخر، وعدم الاستقرار عاشهما الشقيقان، حتى نضجا، فعلى الرغم من حنية جدتهما ليلًا عليهما، إلا أن قسوتها كانت دومُا غالبة، فتقول "آمال": "قالتلي آخرك الدبلوم، مش أبوكي يسافر، وأمك تتجوز وأنا اللي أشيل، خديه وأنزلي اشتغلي عشان تعرفي تجهزي نفسك، أصل مين هيجهزك ولا يسأل فيكي يا حزينة".

تلك الكلمات التي باتت ترددها جدة "آمال" ظلت محفورة في ذاكرتها، وكأنها استسلمت لخارطة الطريق التي وضعتها لها السيدة العجوز، قائلة: "كنت بذاكر بعد ما اخلص شغل البيت، كل اسبوع أروح ازور أمي، طبعًا كان بيبان على جوزها الزعل، بس بتحمله الكام ساعة دول، وانا بقول لنفسي زي ما اتحملتي جوز امك ساعتين، اتحملي ستك الكام ستة دول".

وتسرد آمال لـ"هن": "مع أول عريس، وبعد ما كنت فعلًا خدت دبلوم التجارة، واتقدملي ابن خالي وافقت، عمري ما كنت مقتنعة بيه، كانت أحلامي كبيرة، فكان لازم أهرب من عدم الاستقرار ومن الخدمة مقابل النوم والأكل، حتى لو مع راجل مبحبوش".

وأضافت: "31 سنة متجوزة، عملت بيت وحافظت عليه لأني عمري ما هعرض بنتي للي أنا أتعرضتله، وجوزت بنتي، ورغم أني محبتش جوزي حب الأفلام، لكن بحترمه جدًا، ولسة منستش كلام وأفعال جدتي معايا مع إنها ماتت من 20 سنة، لا مسمحاها ولا مسامحة أبويا وأمي".

شيرين: كعب داير من بيت عمي لـ عمتي

أما شيرين صاحبة الـ 28 عاما، فمنذ عشرين عامًا، كان عليها أن ترتضي بحكم انفصال والديها، والتشتت بين منازل العائلة.

من منزل جدتها التي توفت عقب عامين من واقعة الانفصال، لعمتها، ومن ثم عمها، أمور شكلت مشاكل جثيمة في نفس الفتاة العشرينية، دفعتها لفسخ خطبتها مرتين قبل تحديد الزواج خوفًا من مواجهة مصير والدتها.

تحكي شيرين أرشيف الماضي الحزين التي لم يمح من ذاكرتها  لـ "الوطن"، "كان دايمًا بابا بيضرب مامتي، كنت صغيرة لكن حاسة، لما ماما خدت قرار الطلاق وانفصلت بابا اتجوز، وبعدها هي كمان اتجوزت، ولاقيت نفسي لوحدي". 

وتابعت: "قعدت سنتين عند جدتي لأمي، طبعًا مكنتش بذاكر قد ما كنت بخدمها، وبعد ما ماتت كانت عمتي طريقي الوحيد، مكانش ينفع أعاشر مرات بابا، ولا أقعد مع جوز والدتي".

سنوات من التشتت الذهني، والشعور بالكسرة والإهانة، في كل مرة تطلب "شيرين" مصروفاتها من والدها، لتتفاجئ بزوجته تتحكم بالأمر، حتى أصبحت المعاملة مع والدها شبه مستحيلة، بل ومعاشرة عمتها أيضًا.

وأكملت: "مجرد ما دخلت ثانوية عامة، وبدأت عمتي تجيبلي عرسان، كانت بتجيبهم يتفرجوا عليا، ولما أرفض تقولي مين هياخد واحدة أبوها وأمها منفصلين، فكان لازم أمشي من عندها".

واستطردت شيرين: "خلصت ثانوية عامة، واتنقلت لبيت عمي، لأنه قاعد في بيت العيلة، طول اليوم مع بناته، وبليل بنام في شقة جدي، وبين فترة والتانية بروح أطمن على أمي، وبابا مش بشوفوا إلا في المناسبات والأعياد".

هدى: بعد التنقل من بيت لتاني.. قررت أعيش لوحدي

لم يختلف مفهوم التشتت لدى هدى حمدي، 25 عامًا، التي عانت هي الأخرى من انفصال والديها، وتنقلها من منزل العم إلى الخال، وذلك لزواج الأبوين بعد ذلك وشعورها بـ "الغربة" في منزل أبويها، لتقرر الابتعاد عنهما لكي تعيش في منزل خالها كما ذكرت أثناء حديثها لـ "الوطن"، "كنت عايزة أعيش مرتاحة من غير مشاكل كنت كل يوم بسمع خناقات سواء من زوج أمي أو زوجة أبويا كل واحد فيهم يحاول يبعتني للطرف التاني علشان أعيش معاه علشان كده كنت لازم أمشي".

استقبلها خالها وهي في عمر 10 سنوات، ليتولى مسؤوليتها: "خالي عاملني أحسن معاملة، كان أحن عليّ من أهلي وكنت بحب بناته جدا لكن بعد فترة اعترضت مراته على وجودي فكنت لازم أمشي".

تحولت حياتها إلى حياة مشتتة تنتقل من منزل إلى آخر، وكانت المحطة الثانية في حياتها انتقالها إلى عمها دون أن يحاول أهلها معها لإعادتها إلى منزل أي منهم: "كانوا بيصرفوا عليا لكن الرعاية اتقسمت بين خالي وعمي لحد الجامعة وبعد ما خلصت جامعة عشت في شقة لوحدي".

لم تتحمل الفتاة العشرينية قسوة عمها معها: "عمي أخدني أعيش عنده علشان الفلوس اللي كان بياخدها من أهلي لكن بعد كده قررت أعيش لوحدي، علشان أتخلص من أسلوبه الغريب في التعامل معايا".