رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

ضحايا الإرث في دمياط بين سندان العائلة ومطرقة الحرمان من شرع الله

كتب: سهاد الخضري -

08:50 ص | الثلاثاء 28 مايو 2019

ارشيفية

"البنت حقها مهضوم ومفيش حد حاسس بنا.. والدينا وأشقائنا الصبيان حرمونا من شرع الله بالقوة.. منا من خشيت فقدان السند ورفضت وضع اسم عائلتها في الأرض وتنازلت عن حقها، ومنا من أجبرتها الظروف على المطالبة بحقها في ظل ظروف قاسية نعيشها وسط أولادنا وهو مادفعنا للمطالبة بحقوقنا بعدما ذقنا الإهانة والذل من عائلتنا وكأننا مطالبين بغمض أعيننا وسلب حقوقنا ونحن مطأطئين الرأس".. بتلك الكلمات لخصت فتيات وسيدات سلبت حقوقهن وعانين الأمرين لسنوات عدة موقفهن.

تروي نصرة السيد، 54 عاما، ربة منزل، إحدى الضحايا مأساتها، قائلة لـ"الوطن": "قبل 29 عاما توفي والدي لتلحق به والدتي بعد 6 سنوات، ويترك لنا الأب إرثا من المفترض توزيعه على 5 ورثة - ولدين و3 فتيات - حيث كان يعمل والدي سماكا، وترك لنا "عقار".. بعد وفاة ماما طالبنا ورثنا كفتيات عايزين نأجر الشقة التي كان يقطنها والدينا فرفض الأشقاء الذكور وقالوا"مفيش حد غريب هيدخل البيت لنترك الشقة".. كمال وقف إرضاء لرغبة الذكور، وبمرور الوقت فوجئت بشقيقي الأصغر يستولي على شقة ماما ويترك شقته وكل هذا بعلم وموافقة شقيقنا الأكبر لمصالح بينهما، حيث أقام الصغير فيها بصحبة زوجته وأولاده وهو مارفضته لنيته تحويل الشقة لمعرض فاتفقت وإحدى شقيقاتي على طلب تأجير شقة شقيقنا الأصغر طالما استولى على شقة والدينا والعائد نستفاد منه كبنات نظرًا لأن كل واحدة فينا لديها مسؤولية وظروفها صعبة أما شقيقاي ظروفهما أفضل كثيرًا، فالأكبر يعمل مهندس والأصغر تاجر، وفوجئت بهم يرفضون مقترح تأجير الشقة، وعليه طالبت شقيقتي بتأجير الشقة لنجلها لاقتراب موعد زفافه ولأن ظروفه بسيطة ولعدم امتلاكه شقة، مقابل إيجار شهري 100 جنيه، قبل 14 عاما، وبالفعل بت أتقاسم الـ 100 جنيه أنا وشقيقتي كل هذا وكانت شقيقتنا الثالثة مقيمة في القاهرة بعيدة عن كل تلك المشاكل".

وتستطرد نصرة قائلة: "حينما طالبنا أشقائنا بدفع إيجار المحلات لنا لكونهما هم المستفيدين بالشقق والمحلات ونحن دون شيء رفضوا أيضًا.. وفجأة جاءت شقيقتنا من القاهرة وقررت الاستقرار هنا، فما كان منا إلا أن قولنا لها ابني لك شقة في عقار والدينا بالدور الأخير وهو ماتم بالفعل أما الأخ الأصغر الذي استولى على شقة والدينا فنقل لعمارته الجديدة وأجر شقة والدي".

وتضيف نصرة قائلة: "فوجئت بشقيقي الأكبر يقول لنا "محدش يقرب  للبيت ولاهدفع ولامليم لحد" رغم أن بابا هو من بنى له الشقة وشطبها وفي الآخر رفض يعطينا إيجارات المحلات".

تقول: "وجدت نفسي الوحيدة التي لم تحصل على ورث أو تستفاد بشيء فحتى شقيقتنا الصغرى رفضت منحي إيجار شقتها ووقفت لجوار أشقائها الذكور، ويوم لما يعطفوا علي يقولوا لي خدي "50 جنيه" رغم وجود عقار والدي في أشهر ميادين دمياط، وقيمته تتخطى الملايين، حيث يبلغ متر الأرض هناك 35 ألف جنيه".

 وتضيف:"لما قلت لهم هرفع قضية قالوا لي "أعلى مافي خيلك اركبيه"، ولم يكتفوا بذلك حيث قاطعوني منذ 10 سنوات فلم يدخل أشقائي بيتي ولابيعترفوا بي، حتى البنات أقصاهم يقولوا لي "إزيك في الشارع" وشقيقتي الكبيرة لم تعرفني إلا بعد مرضها وقولت حينها لنفسي "يلا يعني هبقى مقطوعة من شجرة وشقيقتي الصغرى مقاطعاني بتعليمات زوجات الأولاد أود الأخت اللي بتسئل عني وخلاص".

وتابعت: "رفعت دعوى قضائية منذ 10 سنوات ضد أشقائي الأولاد اتهمتهم بالاستيلاء على ميراثي ومازالت تنظر أمام المحاكم وقبل ماينزل الخبير للمعاينة قاموا بإغلاق المحلات وقالوا للخبير الإيجار ملاليم وهو ماكتبه في تقريره"، مختتمة حديثها قائلة:"مش عايزة غير حقي الشرعي في بيت والدي فلو شقيقاي جاءوا لي مش هيهون عليا أسجنهم و ربنا وكيلي يعيد لي حقي".

وبالانتقال لحالة أخرى تروي "س. ع"، 48 عاما، مقيمة بإحدى قرى محافظة دمياط، قصتها قائلة: نحن 4 بنات، و3 أولاد، ووالدي كان يمتلك بنزينة كتبها باسم الأولاد قبل 35 عاما، للتهرب من الضرائب، تبلغ مساحتها 1400م، ولم يكن يعلم حينها أن أولاده هيحرموا شقيقاتهم من الميراث مستغلين الموقف، حيث توفى والدي بعد 5 سنوات، وتحدث المشاكل عند تقسيم الإرث.. تمسك الأولاد بما كتبه لهم والدنا لهم بل ومازاد الطين بلة، وقوف والدتنا لجوار أولادها الذكور، حيث قالت حينها "كل واحد هيحصل على نصف فدان فاختار الأولاد أفضل مواقع ولم يكتفوا بهذا فحسب، بل حصلوا على البنزينة أيضًا، كما تنازلت الأم عن حصتها".

وتستطرد "س.ع"، قائلة:"حينها تحدثت أنا وشقيقتي الكبرى ورفضنا التقسيم فقام الأولاد بتزوير صحة توقيع أرض البنزينة لصالحهم فقط بدعوى تنازل البنات لهم، فلم يكن أمامي سبيل آخر سوى اللجوء للقضاء، قبل 8 سنوات، حيث رفعت دعوى تزوير، وحينها لجئت للطب الشرعي الذي أثبت تزوير العقد، فخشيت سجن أشقائي الثلاثة وتنازلت عن الدعوى وقلت في عقل بالي "هنتراضى بعد كده"، وحينما قام شقيقي الأوسط بعمل مشروع خاص، وتنازل عن قيراطين لي، لكي أسامحه".

متابعة "هو اللي بيودني ومش ممكن أخسره.. واقف في ظهري فسامحته ومش زعلانة منه وراضية رغم خطئه في الماضي ووقوفه لجوار أشقاءه، أما الشقيقان الأكبر والأصغر باعوا نصيبهما واتصلوا بي بعد ماباعوا قائلين لي قولي "إيه اللي يراضيكي؟ قولت يمكن ربنا هداهم فإذا بي أجدهم باعوا البنزينة بـ 3 ملايين جنيه، في الوقت الذي يتخطى ثمنها ذلك كثيرا، فقلت لهم "أنا موافقة بـ 50 ألف فلم يوافقوا".. وفوجئت بزوجة شقيقي الأكبر تقول لي "عايزة إيه اللي يراضيكي فقولت لها 50 ألف فسكتت".. ووصلني رغبتهم في دفع مايتراوح من 25 لـ 30 ألف، فرفضت ثم توجهت للمشتري، وقلت له تفاصيل الحكاية وإن الأرض عليها مشاكل كتير، علاوة على مقاضاتي لهم، فقال لي المشتري عايزة إيه " قولت له عايزة 100 ألف وده مش كتير لأن انت دفعت فيها نصف الثمن في الوقت الذي كانت قيمتها الحقيقية تتخطى الـ 7 ملايين، فرفض إعطائي أي شيء وعلى هذا الوضع منذ أكثر عام ونصف".

وتضيف "س.ع": "رفعت قضية جديدة منذ 3 شهور واتهمت شقيقي الأكبر والأصغر بالتزوير والحصول على ميراث وبيت والدي البالغ مساحته 300 متر، حيث قالت لي زوجة شقيقي الأكبر "هو مين اللي بيورث في بيت أبوه.. إحنا لم نحصل على ورثنا ولن تحصلي على ورثك مثلنا".. متابعة: "للأسف زوجات أشقائي هما المتحكمين في كل شيء.. ففي إحدى المرات أحد أشقائي ضربني لصالح زوجته، لما قلت لها "بتتكلمى ليه هو كان ورث والدك"، وللأسف شقيقاتي البنات مش بيتكلموا علشان مش محتاجين، لكن أنا محتاجة لظروفي الأسرية الصعبة وحاجة أولادي لهذا الميراث، فضلا عن مقاطعة كل أشقائي لي لمطالبتي بحقي في ورث والدي وكأنني مرتكبة ذنب عظيم كما هددني شقيقي الأصغر بتلفيق قضية لي وسجني حال عدم تنازلي عن الدعوى".

وفي واقعة غريبة، وفقًا لـ "ن. ع"، 24 عاما، إحدى المتضررات، تشهدها إحدى العائلات الكبرى في دمياط، فالأب رجل أعمال يمتلك أراض وعقارات، ولديه من الأبناء 4 "ثلاث فتيات، وذكر"، ورغم تفتح الأب والأسرة بشكل عام، فكل الأبناء متعلمين إلا أن سلو العائلة لا تورث البنت فيكفي زواجها وتعليمها.

 وتحكي لـ "الوطن":"الحمد لله نحن أسرة ميسورة الحال، فالأب رجل أعمال والأم ربة منزل، تلقينا أفضل تعليم وتزوجنا، ولكن قضية الميراث لدينا أمر شائك، فقد تربينا منذ الصغر على أن الولد عمود البيت وسند الأسرة ويكفي وجود الأخ في الدنيا وريحته تبقى في المكان".

تضيف: "سبق وكان هيكتب بابا كل شيء باسم شقيقنا وحدثت بعض المناوشات البسيطة بيننا كأفراد أسرة لما قلنا الورث حقنا وحق ولادنا.. فقالها لنا بابا وماما وكذلك شقيقي "كل شيء باسم الأخير يكفينا التعليم والزواج عايزين إيه تاني".. ممكن كل واحدة تاخد مبلغ بسيط فيما بعد لكن الورث اللي ربنا قال عليه مستحيل".

وتضيف "ن. ع" قائلة: "سلونا "العائلات لا تفرط في الأرض للبنات فزوج البنت غريب عن العائلة وليس من حقنا كبنات أخذ ورث.. عائلة بابا وماما كذلك، وكل العائلات لدينا بهذا الشكل لاتحصل البنت على ورث".. متابعة "مستحيل في يوم من الأيام نرفع دعوى قضائية علشان الورث متذكرة كلمة والديها لهن "تزوجتوا وتعلمتوا ليس لكم حق في طلب الإرث يكفي اسم أخيكم في الدنيا".

وختمت "ن. ع" حديثها قائلة: "نفسي آخد حقي زي ماشرع ربنا قال"، متابعة "للأسف النفوس هتكون تعبانة في المستقبل لكن لا يمكننا قطع علاقتنا ببعضنا البعض".

أما عائشة رمضان، 56 عاما، فتحكي قصتها لـ "الوطن"، قائلة: "توفي والدي منذ 8 سنوات وبعد وفاته قلنا هنعمل إعلان وراثة للتقسيم فنحن أسرة مكونة من أربعة أولاد وبنت بعد وفاة شقيقتي الصغري، فيما كان والدنا مقتدر تاجر أراضي ومواشي، وترك ثروة ليست بالقليلة، حيث يمتلك عقارات وأراض، وبصفة مستمرة كان هناك مشاكل بين والدنا وأشقائي الأولاد، فكانوا يرغبون في أخذ كل شيء بالعنف، ودائما ماكنت أتدخل بصفتي الأخت الكبيرة، وعمرهم ما أوفوا بكلمتهم فدائما كانوا عايزين كل شيء ومش بيكفوا عن طلباتهم المستمرة من والدي ومهما أخدوا مش بيشبعوا ودائمًا ما كانت تتدخل شقيقتي لحل الأزمات خاصة بعد مرضي وقبل 10 سنوات توفت شقيقتي وتركتني أتحمل الهم بمفردي".

وتضيف عائشة قائلة:"للأسف أشقائي لديهم جحود لا يوصف، فحينما حاول أحد أشقائي التراجع وإعطائي حقي في سبيل عدم حبسهم هددوه بالقتل كما هددني ثلاثة من أشقائي بـ "حرق منزلي أو قتل ولادي الأولاد أو هجوم بلطجية علينا".

وننتقل لقصة أخرى بطلتها فاتن 60 عاما، قائلة "والدي كان تاجر فاكهة بعد وفاته قالت والدتنا لن يوزع الإرث في حياة عيني واحترمنا رغبتها  وفوجئنا بدل من تقسيم التركة بشرع الله، بيننا، حيث رغبنا في بيع العقار الموجود بأحد الأحياء الشهيرة في محافظة دمياط  بعد وفاة والدتنا حتى يحصل كل منا على حقه فرفض شقيقي المقيم بإحدى شقق العقار تركه، وقال لنا "لو عايزين البيت هاتوا لي شقة أقيم فيها وهعطيكم المحل وبيعوا البيت"، فقلنا له "إحنا مش معنا فلوس نعطيها لك أنت وارث زيك زينا فقال لنا لا أنا مؤجر ووارث في ذات الوقت فشقتي سبق وقمت بتأجيرها من والدتي".

في المقابل قال "محسن. ا" شقيق فاتن، لـ"الوطن": "شقيقاتي مأجرين شقة والدتنا من الباطن وأنا مستأجر الشقة والمحل بعقود إيجار قديم من والدتي ولم أرفض تسليم الورث، كما يدعون فأنا مؤجر ووارث ولو بعت العقار هروح فين وأنا مأجر الشقة من أهلي، ولكى أحقق رغبتهم وأرحل لازم أحصل على بديل أمال هعقد في الشارع فالعدادات باسمي وشقتي مأجرها من والدتي منذ 38 عاما بـ 10 جنيهات أما المحل فاستجرته منذ 28 عاما بقيمة إيجارية 40 جنيها شهريا".. متابعا: "لو عايزين يبيعوا يجيبوا لي شقة بديل فأنا لم أمنع أحد من بيع ورثه وقولت لهم أشتري منهم ورثهم في المحل رفضوا".