رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مصادفة قدرية".. عودة رفات ضحية الطائرة الإثيوبية في يوم ميلادها

كتب: آية المليجى -

05:51 م | الإثنين 07 أكتوبر 2019

دعاء عاطف ضحية الطائرة المنكوبة

قرابة الـ8 أشهر مرت على الكابوس المزعج الذي مازالت تعيشه أسرة دعاء عاطف، المصرية التي لاقت مصرعها في الطائرة المنكوبة المتجهة إلى إثيوبيا في شهر مارس الماضي، فغابت الفرحة وحل الحزن على الأسرة التي تذوق مرارة الفقد يومًا بعد يوم، للابنة الحنونة التي فقدت حياتها، لكن رحمة من القدر تجسدت في معاد وصول الجثمان الذي ظل غائبًا وقت الحادث المشؤوم، ليتزامن مجيئه مع عيد ميلادها الـ27، ربما جاء ليشارك الأسرة تفاصيل يوم خاص اعتادت عليه منذ سنوات.    

10 أكتوبر الجاري هو الميعاد المحدد لرحلة الصندوق الذي يحمل رفات "شهيدة العلم"، لقب أحبت الأسرة إلصاقه بابنتهم، وبعضًا من المتعلقات الشخصية التي احتفظت بها "دعاء" خلال الرحلة المشؤومة، صور والديها وحقيبتها الخاصة فضلًا عن أوراقها الشخصية، بحسب حديث شقيقها إبراهيم عاطف لـ"هن".

حالة من الصدمة والحزن مازالت تخيم على منزل دعاء عاطف، في محافظة الوادي الجديد، داخل غرفتها تجلس الأم المسكينة مازالت تحتفظ بثيابها لعلها تشتم رائحة ابنتها التي اشتاقت لرؤيتها، تحلم بعودتها من جديد، وتحتفل معها بمجيء عيد ميلادها، هكذا وصف "إبراهيم" حال والدته.

مشاعر الخوف كانت تتسلل إليه من مجيء يوم ميلاد شقيقته الكبرى، دون وجودها: "كنت شايل هم اليوم دا.. إنها مش معانا"، ليعيش حالة من الصدمة حينما تتواصل معه الجهات الرسمية من وزارة الخارجية والهجرة، وإبلاغه بتسلم الجثمان يوم 10 أكتوبر: "هو يوم عيد ميلادها.. رحمة ربنا إنه بيجمع بين اليومين عشان نودعها".

يوم خاص مليء بمظاهر الفرح والاحتفال هكذا تحدث "إبراهيم" عن تفاصيل عيد ميلاد، شقيقته الراحلة، التي اتسمت بحب الفرحة والاحتفالات: "كانت بتحب يوم عيد ميلادها أوي.. وهدايا صحابها.. كنت بستنى اليوم دا عشان أرد جمايلها عليا".

ومنذ وقوع الحادث تواصلت الجهات الرسمية مع الأسرة لإنهاء الإجراءات المتعلقة بوصول الجثمان، التي انتهت عقب قرابة الـ8 أشهر: "لسة بنعيش تفاصيل اليوم كأنه امبارح.. والدتي مش مصدقة ولسة مصدومة من الحادث".

علاقة قوية كانت تربط بين "إبراهيم" وشقيقته الأكبر: "كانت حلقة الوصل بينا كلنا في البيت.. أي حد كان عاوز حاجة كان بيتكلم معها الأول.. لو كنت محتاج فلوس كنت بروحلها هي الأول قبل أبويا".

تذكر "إبراهيم" تفاصيل آخر محادثة دارت بينهما عبر "فيس بوك" قبل صعودها الطائرة المنكوبة، حينما طلبت منه إرسال صورها التي التقطها لها في فرح ابنة خالتهما: "كانت آخر حاجة ما بينا.. لما طلبت إني ابعتلها صورها في فرح ابنة خالتها، وأنا فضلت أرخم عليها وأقولها لأ.. وفضلت تقولي أنا سيبالك فلوس، ابعتلي الصور قبل ما أطلع الطايرة والنت يفصل".

فارق السن بين "إبراهيم" ذي الـ24 عامًا وشقيقته الراحلة، لم يكن عائقًا في جعلهما سندًا لبعضهما البعض وأخذ آرائهما: "كانت دايمًا بتاخد رأيي.. وكانت قبل ما تسافر كان جايلها عريس وقالتلي اللي هتقول عليه هعمل بيه".

اجتهاد وتفوق صفات تميزت بها "دعاء" بحسب شقيقها، فهي خريجة كلية الزراعة، والتحقت للعمل بمركز بحوث الصحراء، وحصلت على الماجستير، وكانت في طريقها للحصول على درجة الدكتوراة، متابعا: "كانت جتلها منحة عشان تاخد الدكتوراة من السويد وكان نفسها تاخدها".