عرض يمثل المشاركة الأولى لفتيات عاشوا حياتهن في دور رعاية، وقفن على مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية بوسط البلد، لا يصدقن التصفيق الهائل الذى ترددت أصداؤه، مع نهاية عرض "مايم" بعنوان "سبوت"، أظهرن به براعة خطفت الأنظار، رغم تدريبهن لمدة أشهر قليلة.

العرض الذى يمثل أول مشاركة لدار فتيات العجوزة، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، يأتي ضمن عروض ملتقى الفنون الأدائية للأطفال المعرضين للخطر، الذى أطلقته المنظمة الفرنسية "ساموسوسيال إنترناسيونال مصر" بهدف اكتشاف الفنون الإبداعية لدى الأطفال المعرضين للخطر، وهم الأطفال المقيمون فى دور الرعاية، أو أطفال الشوارع بلا مأوى أو رعاية. 

سعادة بالغة شعر بها محمد عبدالله، رئيس مؤسسة "مايم ينتد جروب"، والمسؤول عن تدريب الفتيات المشاركات، بتقديم عرض مميز مع فتيات صغيرات يكتشفن فن المسرح لأول مرة: "بعد الاتفاق مع منظمة ساموسوسيال على تدريب الأطفال، ذهبنا وأجرينا اختبارات أدائية لفتيات الدار، واخترنا 13 فتاة تتراوح أعمارهن من 8 إلى 15 عاماً، وقمت بتدريبهن على عرض مايم اخترنا له اسم سبوت، أو ضوء".

قيمة الصداقة في حياة الإنسان، هي رسالة العرض، بحسب "محمد"، من خلال حكاية بنت تتشاجر مع صديقتها، وتحكى لها جدتها حكاية عن أهمية الصداقة، فتقرر الصلح مع صديقتها، والسير على نهج جدتها، خصوصاً بعد وفاتها، العرض الذى قام بتأليفه وإخراجه.

إدماج الأطفال بلا مأوى والمقيمين في الشارع في المجتمع، هو الهدف الأساسي لمنظمة "ساموسوسيال"، وفقاً لمريم عبدالله، مسئول التواصل والتوعية بالمنظمة: "من خلال الملتقى نحاول أن ندفع المجتمع لرؤيتهم بشكل مختلف، فلديهم ما يقدمونه للمجتمع، كذلك نعمل على تعليمهم كثيراً من القيم والمبادئ الخاصة بالحياة بطريقة فنية غير مباشرة، من خلال مشاركتهم في تلك العروض، وقد حققنا ذلك من خلال ما يقرب من 10 عروض مشاركة في الملتقى".