رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فتيات يروين عادات يوم الصباحية بالأرياف: "بنغسل الهدوم الجديدة.. ونستقبل 50 فردا"

كتب: آية أشرف -

03:56 ص | الأربعاء 10 يوليو 2019

فتيات يسردن عادات يوم الصباحية بالأرياف

اقتراب ليلة الزفاف، دائمًا ما يحمل معه إنذار بالقلق للفتاة، مع إقدامها على حياة تبدأ معها مسؤولية جديدة بمجرد الإمضاء على عقد الزواج، لتتغير حياتها بالكامل، فلم تعد البنت المُددلة بقدر ما أصبحت مسؤولة عن عائلة كاملة.

ويعد أكثر ما يوتر الفتيات التطبع بالعادات والتقاليد التي نشأت عليها أمهاتهن، وكأنها إرث لا يمكن تغييره إلا وانقلبت عليها العائلة، وتختلف العادات من مكان لآخر، ومن مدينة لغيرها، ويعد أكثر المتمسكين بها بعض القُرى والأرياف.

"الصباحية".. صباح ليلة الزفاف، تستيقظ فيها العروس على بداية جديدة في حياتها، قد تبدأها بالسفر لقضاء شهر العسل، أو تنتظر أهلها لاستقبال مباركتهما لها، إلا أن أخريات تعددن لهذ اليوم، وكأنه يوم حرب. 

"فرحي كمان خمسة أيام بالظبط خايفة وقلقانة، عاوزه أعرف يوم الصباحية أصحى الساعة كام احنا ف بلد أرياف و أهلي و أهل العريس هييجوا تاني يوم الفرح العصر كده عشان يطمنوا ويشوفوا الشاش، البس أيه، واستقبلهم بأيه، خصوصًا أن عندنا العروسه تاني يوم بتلم الهدوم من الدولاب كلها تغسلها سواء اتلبس أو متلبسش عشان الجيران يتفرجوا ع الهدوم اللي جابتها العروسة". 

سؤال أوردته إحدى الفتيات على واحد من المجموعات الخاصة بالنساء، طالبة المُساعدة، الأمر الذي قابله البعض بسرد بعض النصائح، خاصة فيما يتعلق باختيار الملابس، أو انتقاء الثياب للغسيل. 

في حين انتقد البعض الفتاة، والسؤال، وتلك العادات، خاصة ما يتعلق برؤية بعض الأمور الخاصة بالعروسين، فعلقت واحدة: "اللي هيحصل ده حرام، مينفعش حد يشوف حاجة زي دي"، وأضافت الأخيرة: "ليه تغسلي الهدوم أنتي عروسة، ولية تتعبي كدة، وليه الأهل أصلًا يجوا كلهم في اليوم ده". 

انتقادات عدة وجهتها المُعلقات لتلك المُشكلة، باتت تطرق الباب حول عادات "الصباحية" في الأرياف. 

"هن" توجه السؤال للفتيات.. إيه أغرب عادة للصباحية؟ 

"بنجيب ملابس داخلية للعريس".. أوضحت فتاة تُدعى ولاء مجدي، 28 عاما، من إحدى قرى المنصورة، إن بعض العادات تقتضي شراء هدايا مُحددة للعريس، قائلة: "العروسة بتجيب هدية للعريس ترنجات وغيارات داخلية، وكمان تجيب لحماتها وأخوات حماتها الحريم وأخوات جوزها البنات كل واحد حاجه مثلًا طقم سرير، أو طقم فوط". 

متابعة: "بنقدم الهدايا يوم الصباحية". 

"زيارة الصباحية ممكن تكون 50 فردا.. والغسيل مُهم".. بتلك الكلمات، بدأت "إيناس. أحمد" 25 عاما، كلامها عن يوم الصباحية بالـ "حوامدية"، قائلة: "كل أهل العروسة والعريس بيجوا البيت من الصبح، وفي عرايس لازم فعلا تغسل كُل الهدوم حتى "قمصان النوم" عشان توري الجيران جهازها وناشيرها". 

"صنية الاتفاق وشاش الزفاف".. هكذا أوضحت "أسماء حسين" 24 عاما، طقوس يوم الصباحية في إحدى قُرى سوهاج، قائلة: "عادة للأسف وحشة، بس لازم يتطمنوا على بنتهم مع إنها حاجة تحرج جدًا". 

وتابعت: "صنية الاتفاق دي بيتحط فيها حمام وفطير وعسل وقشطة وبتروح لعروسة، ولأم العريس". 

الدين يُحرم تلك العادة

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه لا يجوز للمرأة كشف عورتها المغلظة للنساء، ولا يجوز كشف دم البكارة للحاضرين أجمعين رجالا ونساءً، وأن هذا العمل لا يقره الدين.

وأضافت "الإفتاء" عبر موقعها الرسمي، أن الإسلام جاء للناس عادات منها الحسن ومنها القبيح، فأقرَّ الإسلام منها الطيب الحسن ونهى عن السيئ، ولا شك في أن هذه العادة المشار إليها من العادات الخبيثة المرذولة، وهي من عادات الجاهلية التي أمر الإسلام بالابتعاد عنها؛ لما فيها من امتهان لكرامة الإنسان الذي هو أشرف مخلوق من مخلوقات الله، والذي هو خليفة الله في أرضه، وقد أمر الإسلام بصون الإنسان وعدم إلحاق الضرر به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار".

استشاري نفسي يحلل العادات الخاطئة.. وسوسة

علقت الاستشاري النفسي، هالة حماد، على استمرار وجود تلك العادات حتى يومنا هذا، قائلة: "دي وسوسة من أم العروسة، لما تجبر بنتها توريها حاجة شخصية، ولما توافق أنها تغسل أو تستقبل ضيوف بهذا الكم في اليوم الأول من الزواج، لمجرد التباهي قدام الجيران ولا العيلة التانية". 

وأضافت "حماد" خلال حديثها لـ "هُن"، أن على الفتاة الحديث مع والدتها، لأنها نقطة التأثير، بأن هذه الأمور لا يجب أن تستمر، بشرط أن تنتقي لغة الحوار معها، حتى لا تشعر الأم أن البنت تخفي شيء، أو متمردة على العادات التي نشأت عليها. 

ونصحت الاستشاري النفسي، الفتيات بضرورة النقاش مع عريسها في هذا الأمر، حتى يمتص غضب عائلته، قائلة: "مش جراءة قد ما هي حقها، تتكلم معاه وتفهمه أن اليوم ده يوم خاص بيهم، ولازم مينساقوش ورا العادات دي، وهو كمان يقنع أهله ويتصدر الموضوع".