رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"بين الخصوصية والشرف".. سيدات يروين حكاياتهن مع "منديل ليلة الدخلة".. ماذا قال الدين؟

كتب: آية أشرف -

11:07 م | الأربعاء 06 مارس 2019

صورة أرشيفية

"طمنيني إيه الأخبار؟.. أنا جيت أباركلم وأخد الأمانة وأسيبكم على راحتكم".. ربما تطرق تلك الكلمات أذن العديد من الفتيات من قِبل أمهاتهن، في اليوم التالي من حفل الزفاف أو "الصباحية" كما يطلق عليها البعض.

لم تترك الأم، أو الخالة والعمة، حسب الأعراف والتقاليد، ابنتها إلا بعد الاطمئنان على "شرفها" أو بالأحرى رؤية "قماشة ليلة الدخلة".

"نقطتين دم على منديل" يُثبت لبعض الأهالي أن ابنتهما "عذراء"، يحتفظان به لعدة سنوات، خوفًا من أن تحدث الخلافات بين العروس وزوجها، حسب معتقداتهم، وكأنه الدليل الوحيد على أنها لم تفعل الفاحشة قط.

وعلى الرغم من انتهاء زمن "الدُخلة البلدي" التي كانت تحدث في بعض النجوع والقرى، إلا أن "المناديل والقماش" لم ينتهوا بعد، حتى بالعاصمة.

حكايات عِدة رصدتها السيدات عن "قماش ليلة الدُخلة".. ذكريات بين "الخصوصية" والحفاظ على الشرف.

لم يُكتب لـ"ي. محمد" الاحتفال أو السعادة بزواجها، فعقب 24 ساعة من الزفاف، نشب الخلاف بينها وبين والدتها، التي هرولت إليها صباح يوم الزفاف لأخذ "منديل الدُخلة" ولكن صدمتها ابنتها: "غسلته يا ماما جوزي قالي دي خصوصيتنا وبلاش خرافات".

لم تتحمل الأم إجابة ابنتها، لتبدأ على الفور في افتعال الخلاف مع الزوج، قائلة: "قالتله كدة هتكسفني قدام عماتها وخالاتها دي عادتنا".

وتابعت الفتاة: "من تاني يوم جواز وأمي مخصماني، قالتلي أنا واثقة فيكي بس كان لازم العيلة تشوف وتطمن، عشان نتجنب المصايب اللي بنسمع عنها دي".

وأضافت: "بقالي أسبوع متجوزة بقيت حاسة إني لوحدي مفيش حد من أهلي بيكلمني بسبب "منديل".  

- والدي قاطعني

ثلاثة أشهر من العذاب النفسي والتوتر عاشتهما "س. ع" بعدما قاطعها والدها طيلة تلك المُدة، بسبب عدم رؤيته لهذا الدليل بحسب وصفها.

قائلة: "مكنتش فاهمة إن ليه أهمية، وغسلت مفارش السرير الصبح عادي جدًا، ولما ماما سألتني وقلتلها "لطمت على وجهها" وقالتلي إزاي أطمن أبوكي دلوقتي".

وتابعت: "فضل والدي مقاطعني 3 شهور وفاكر إن كان فيه حاجة بيني وبين خطيبي قبل الجواز، ومتصلحناش إلا في عزومة في شهر رمضان، كان خلاص اتقبل الأمر".

"محتفظة بيه 8 سنين"

هكذا سردت "س. س" مؤكدة إنها لم تقوم بتنظيفه، واقتصر الأمر على إبلاغ والدتها بكونها بخير، والاحتفاظ به في صندوقها الخاص.

قائلة: "محدش سألني طبعًا ده أمر بيني وبين جوزي، أنا من نفسي احتفظت بيه 8 سنين، لأني حسيت أن ممكن يكون ليه قيمة زي ما بسمع، لكن بعدها اتخلصت منه".

مناديل من 25 سنة

عجوز بلغت الـ 60 عامًا من عُمرها، قالت إنها كانت تذهب إلى منطقتي "الأزهر والغورية" بالقاهرة، لتفصيل "قماش ليلة الدُخلة" قبل كل زيجة لبناتها الخمس، وتعطيهن القماش حتى تستلمه منهن، باليوم التالي من الزفاف.

قائلة: "أنا شايلة مناديل بناتي من 25 سنة.. من وقت ما أخدته منهم يوم الصبحية وأنا شايلاه في كيس تحت "المرتبة" أفرض حصل في الأمور أمور، وجيه واحد من أجواز بناتي اتهمني فيهم، وقتها يبقى معايا الدليل".

أراء عٍدة تسردها الفتيات بين بعضهن البعض خلال جلساتهن "السرية" متعلقة بهذا الأمر، خاصة قبل أن تقدم إحداهن على  خطوة الزواج، بين من يجد الأمر خاص بحت يربط بين الفتاة وزوجها، ولا يحق لأحد الاطلاع عليه، وبين ما يجده من "الأعراف والتقاليد" واجبة الحدوث.

دار الإفتاء المصرية، أوضحت أنه لا يجوز للمرأة كشف عورتها المغلظة للنساء، ولا يجوز كشف دم البكارة للحاضرين أجمعين رجالا ونساءً، وأن هذا العمل لا يقره الدين.

وأضافت "الإفتاء" عبر موقعها الرسمي، أن الإسلام جاء للناس عادات منها الحسن ومنها القبيح، فأقرَّ الإسلام منها الطيب الحسن ونهى عن السيئ، ولا شك في أن هذه العادة المشار إليها من العادات الخبيثة المرذولة، وهي من عادات الجاهلية التي أمر الإسلام بالابتعاد عنها؛ لما فيها من امتهان لكرامة الإنسان الذي هو أشرف مخلوق من مخلوقات الله، والذي هو خليفة الله في أرضه، وقد أمر الإسلام بصون الإنسان وعدم إلحاق الضرر به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار".