كتب: آية المليجى -
11:56 م | الأحد 05 مايو 2019
فرحة ومشاعر خاصة تندفع في قلوب الجميع مع استطلاع رؤية هلال شهر رمضان، معلنا أن غدا هو أول أيامه المباركة، فطقوس متعددة يعتاد المصريون ممارستها طيلة ثلاثين يوما، تدخل البهجة في نفوسهم بداية من الأنوار المضيئة في شوارع المحروسة التي تحمل طابعا خاصا، إلى طوابير عربات الفول التي تبدأ استعدادتها اليوم، فتتبدل أوقات عملها من الصباح للمساء، وتضيف قائمة جديدة من الوجبات المعتادة تجذب بها الزبائن.
ففي أحد شوارع منطقة الدقي، يصطف العاملون بعربة فول "أم عبير"، استعدادا لإعداد سحور اليوم، فيقول محمد حسن، الرجل الخمسيني، إنه منذ الانتهاء من تجهيز الفطار في الصباح، وهم يعكفون على التحضيرات الخاصة للسحور: "بدأنا نجهز السلطة والفول وكمان بنقلي الباذنجان".
فشهر رمضان على عربة "أم عبير" يتميز بمذاق خاص، بحسب قولها، حيث تضيف بعض الوجبات التي لم تتواجد خلال باقي شهور السنة: "في رمضان بنضيف البطاطس الصوابع والبيض الأومليت والباذنجان بأشكاله المختلفة".
فمن بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر تكون عربة "أم عبير" جاهزة في استقبال زبائن شهر رمضان، حيث تشهد أيامه إقبالا كبيرا عن باقي الأيام "رمضان بيجي بخيره.. وأيامه مختلفة في كل حاجة".
منذ 30 سنة يقف "عم حمدي" بعربة الفول الشهيرة في أحد شوارع وسط البلد، وتحديدا بالقرب من شارع هدى شعراوي.
طقوس خاصة ترتبط بعم حمدي، في ليلة أول أيام شهر رمضان، حيث يقرر الإغلاق في الصباح استعدادا لتحضير سحور اليوم "مقدرش اشتغل صبح وليل.. فبقفل الصبح وأفضل أجهز في تحضيرات بليل".
ويحكي عم حمدي عن تحضيرات عربة الفول خلال شهر رمضان، حيث يضيء الأنوار ويضع عددا من الطاولات أمام عربته استعدادا لاستقبال العائلات، كما أنه يضيف السمن البلدي لوجباته "بنعمل أكلات مختلفة زي البيض بجميع أنواعه، وكمان بضيف زيت الزيتون والسمنة البلدي".
من بعد صلاة العشاء يفتتح عم حمدي عربة الفول، استعدادا لاستقبال الزبائن من طبقات اجتماعية مختلفة "زباين رمضان مختلفين عن باقي الأيام.. في العادي بيجيلي الموظف لكن في رمضان الزباين بيكونوا مختلفين وبيجوا من أماكن بعيدة".
توافد الزبائن على عربة عم حمدي يرجع لاستخدامه الأصناف الممتازة في طعامه، بحسب وصفه "بضاعتي رقم واحد والزبون بيفهم"، لذلك يحتاج الرجل الخمسيني إلى عدد آخر من العمال "رمضان شهر الخير وبنحتاج عمال تانية يشتغلوا معانا".
