رغم تسلل الظلام إلى عالمها شيئًا فشيئًا بعد إصابتها بسرطان المخ منذ أن كانت بعمر الـ4 أعوام، إلإ أنها لم تستسلم يومًا وظلت تحاربه منذ نعومة أظافرها حتي أصبحت شابة يافعة، لتثبت للعالم بأن الظلام بداخلهم وليس في عينيها، لتضيف سلوان نصر الدين، ذات الـ16عامًا، وتقطن في محافظة الأقصر، بقرية العوامية، اسمها لعالم المراسلة التلفزيونية.

رحلة شاقة خاضتها "سلوان"، مع مرض سرطان المخ، منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، الذي تسلل إلى عالمها الصغير بعد وفاة والدها عام 2006، معلننًا خوضه الحرب معها، حينما اكتشفت والدتها إصابتها بضعف في النظر يتبعه نسبة كبيرة من الحَوَل، وهو الأمر الذي استدعى عرضها على أطباء العيون.

صدمة كبيرة لم تقوى على تحملها والدة سلوان بمفردها، من إصابة صغيرتها التي لازالت تخطو خطواتها الأولى في الحياة، بوجود كتلة ورمية في المخ، والتي كانت سببًا في فقدانها حاسة الإبصار، وذكرت "سلوان" لـ"الوطن"، تفاصيل رحلتها قائلةً: "والدتي فضلت تلف بيا سنة كاملة، لحد ما دخلت مستشفى 57357، لنبدأ مرحلة العلاج الكيماوي".

أخذت "سلوان" مايقرب من 45 جرعة كيماوي في الفترة ما بين الصف الثالث إلى السادس الإبتدائي، لمحاولة السيطرة على حجم الورم الذي انتشر داخل مخها بصورة كبيرة، والتي تكافحه حتى الأن.

"أنا عندي حلم، وهبقى مذيعة شاطرة"، كانت تلك الجملة التي ترددها "سلوان" طوال الفترات السابقة، فعملت جاهدة على تحقيقها، محاولةً اقتناص أي فرصة تظهر أمامها، فساعدت الصدفة ممتزجة بالعزيمة والإرادة على تحويل حلمها لحقيقة: "لقيت قدامي إعلان على موقع فيسبوك، لمبادرة كانت تحمل عنوان اصنع فرصة لمراسلة في الراديو، وتواصلت مع صاحب المبادرة محمد أنور، وقولتله ينفع بنت كفيفة تشترك في المسابقة، قالى إعملي مقطع فيديو لمدة دقيقة، وهو ما أهلني للدخول في المسابقة، وبقيت مراسلة في الأقصر".

من الوهلة الأولى تستحوذ "سلوان" على إنتباه الآخرين فور تواجدها في أي مكان، لنبوغها وقدرتها الهائلة على التقديم بالإضافة للباقتها وتمكنها من اللغة العربية رغم صغر سنها، لم تكتفِ سلوان بموهبة التقديم وحسب، بل زاد تفوقها وفنها للرسم بأناملها الصغيرة رسوماتها عن طريق بصمة يدها.

سنحت الفرصة لـ"سلوان"، لتصبح مراسلة في قناة "الحدث اليوم" ببرنامج "التحدي"، الخاص بشؤون كرة القدم، التي تعتبر أولى خطواتها في الوصول لحلمها، وذكرت: "حلمي أبقى إعلامية كبيرة ويكون ليا فقرة أو برنامج لوحدي، يعرف الناس إن الإعاقة مش في البصر وإن الواحد يقدر يوصل للي عايزه مهما كانت حالته".