"الستات نكدية"، عبارة نمطية يلجأ إليها كثير من الأزواج عند الحديث عن الحياة الزوجية، وأنها صفة أساسية من تكوين الفتيات كافة تعيق استمرار علاقاتهم بالطرف الآخر، لكن عدد من الشكاوى النسائية أفصحت عنها سيدات في أروقة محاكم الأسرة المتفرقة بمختلف المحافظات، أثبتت عدم صحة تلك المقولة بل عكسها، فالأزواج هنا هم مصدر النكد في تلك القصص الحياتية.

وتعددت دعاوى الخلع والطلاق للضرر مؤخرًا من قبل بعض الزوجات ضد أزواجهن، فلم تحتمل أي منهن التعايش مع أزواج "نكديين"، لأسباب مختلفة، يرصدها "هن" في السطور التالية:

"ميرا": "يسد النفس عن الدنيا.. والعيشة مرة لوحدها" 

اتهام بالإحباط والاكتئاب المستمر، أفصحت عنه "ميرا.ع" 29 عامًا، عند إقامتها دعوى خلع حملت الرقم 1066/ 2019، ضد زوجها الثلاثيني "جمال. أ"، مشيرة إلى استحالة العيش بينهما لما تجده من صعوبة في التعامل معه.

أقل من 6 أشهر من الخطبة، وعقد الثنائي الرباط المقدس، لكن سريعًا ما دبت الخلافات الزوجية بينهما، كما تروي الزوجة لـ"هن": "من أول فترة الخطوبة وطريقة كلامه غريبة، سودوي دايما، وبيشوف الأمور بنظرة وحشة جدا.. عينه دايمًا تلقط السلبيات بس".

قلة التعارف بين الزوجين، سببت أزمة في الارتباط، حيث أوضحت: "كنت مركزة خلال الفترة البسيطة دي على حاجات جوهرية، ومأخدتش بالي خالص من فكرة السوداوية دي.. كان همي ميكونش بخيل ولا كذاب ولا خاين أو كده، وطبعا اتجوزنا بسرعة، لكن بعدها بدأت مرحلة الانتقادات اللي مبتخلصش، وأي حاجة حلوة تحصل، تقلب نكد، من النقد والسلبية".

خلافات عديدة بين الزوجين بسبب ما وصفته "ميرا" بالاكتئاب: "لو اديتيله وردة مفتحة حلوة كدا يرد بقولك للأسف اتزرعت بالمبيدات الحشرية، والناس مش بترحمها"، ما جعلها لا تحتمل البقاء معه مجددًا: "أنا شخص مستقل وناجح ومعنديش أي أمراض نفسية، واتجوزت عشان أخلَّف وأعمل بيت، ومش هضيع وقتي ونفسي مع واحد زي ده".

- "حنان": "بيزعل من أقل حاجة.. ومش حاسس بيا"

قصة حب دامت لأعوام طويلة، كللها عادل وحنان بالزواج قبل 13 عامًا، لكن الملل والإحباط أصاب الزوجة من زوجها بمرور السنوات، إذ تحولت شخصيته بعد ولادتها لابنتهما الأولى إلى شخص منعزل ويميل إلى الاكتئاب بشكل دائم، وتقول "حنان" لـ"هن": "بيحسسني إني عندي 100 سنة.. أعصابي تعبت حاسة إني مش متجوزة والوحدة بتموتني كل يوم".

وأضافت: "مبقاش في أي تفاهم بينا وبقيت أخرج واعمل كل حاجة من وراه عشان لما بحكي بيزعل ويزعق ويبهدل الدنيا وبقيت أشيل هم الإجازة بتاعته.. آخر إجازة رجعها من شغله في السعودية كان قلبي مقبوض أول ما شوفته سلمت عليه بالإيد زي الغريب.. وطلبت الطلاق بعد أول أسبوع لاقيتني بسهر جنبه قدام التليفزيون ومش حاسس بيا ولا بيبصلي حتى.. صعبت عليّ نفسي قوي.. قلبي بيحبه وعمري مكنت أتخيل أبدا إننا نطلق كدا لكن مقدرش أبقى قدامه وهو مش حاسس بيا".

وفاء: "مش بيفسحني وبعدني عن كل الناس"

زواج استمر نحو 19 عاما، أنجبا خلاله 3 أطفال، لكنه انتقل إلى دفاتر محاكم الأسرة بعدما أقامت الزوجة الأربعينية "وفاء.م"، دعوى "خلع" ضد زوجها "عصام.م" صاحب الـ46 عامًا، لاستحالة العشرة بينهما.

علاقة ودية بين "وفاء" و"عصام" اللذين تزوجا عن قصة حب بينهما، لكن خلافات بينهما نشأت بعدما رفض الزوج التعاون معها في تربية الأطفال واكتفى بأداء دوره في الإنفاق على الأسرة فقط، دون الاهتمام بزوجته والتحدث معها باستمرار، وتوضح الزوجة لـ"هن": "مبقاش يكلمني كلمة حلوة ولا يخرجني، أنا قاعدة بين أربع حيطان طول الوقت وهو عنده إجازة جمعة وسبت ميفكرش ياخدني حتى على الكورنيش نتمشى".

معاناة عاشتها السيدة الأربعينية بسبب حرمانها من الحياة الاجتماعية وانعزالها بسبب الزوج: "جوزي مبيحبش حد لا يزور حد ولا حد يزوره قطعني من كل الناس، وأمي كانت الوحيدة اللي كنت بفضفض معاها وأهي ماتت ومبقاش ليا حد أكلمه، ولما أقوله زهقت خرجني يزعق ويقولي عيب على سنك وطول الوقت في منكد عليا عيشتي، يعني هي الأم دي تندفن بالحياة مفيش لها نفس تفتح باب البيت".