رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"سارة" تتسلم هدية والدها الفلسطيني بعد 18 عامًا من سجنه.. الأب: "كانت بتونسني في الحبس"

كتب: ندى نور -

02:16 م | الأربعاء 03 أبريل 2019

سارة تتسلم هدية والدها الفلسطينى بعد 18 عامًا في سجون الاحتلال

انتابه شعور بالفرحة يمتزج بالحزن والأسى عقب خروجه من السجن بعد 18 عامًا، قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يبحث عن أبنائه حول جدران السجن، متذكرًا طفلته صاحبة العامين، التي احضر لها "عروسة"، قبل القبض عليه، سنة كاملة يتخيل ابنته ووجهها الجميل وابتسامتها المشرقة كأنه يتخيل "سارة"، صاحبة الـ 20 عامًا، في وجه العروس، التي تخيل أنها تتحدث معه وتقول له: "اتأخرت عليا أوي يا بابا فين العروسة".

لم يتخيل يومًا أن صغيرته "سارة"، التي تركها وهى طفلة لم تتعد عامها الثالث، أصبحت شابة في العشرين من عمرها، تركها الفلسطيني عماد الدين الصفطاوى، 18 عامًا، ليظل في سجون الاحتلال بمعزل عن أسرته وأولاده الـ5، لا يجمعه بهم سوى المحادثات التليفونية طوال فترة اعتقاله، كل ذلك رغبة منه في الدفاع عن وطنه فلسطين وذلك منذ نعومة اظافره وهو في عمر 16 عامًا.

شكل الاحتلال ملامح حياة الرجل الخمسيني، يرى كل يوم الجدار العازل يخترق قريته من قطاع غزة، ليقرر الدفاع عن وطنه مهما كلفه الأمر ووهب حياته فداء للوطن.

"حالة شعورية جمعتني بالعروسة كأنها معتقلة معايا كنت بهتم بيها كأن بنتي بتتجسد فيها حافظت عليها سنة كاملة قبل ما يخدوا مني أغراضي كأنها أمانة معايا لحد ما أخرج"، فشعر الأب أن وجود "العروسة" دليلا على عودته لزوجته وأولاده مهما طال الزمن: "كنت بتكلم معاها كأني بتكلم مع بنتي وبسألها تقولي أي حاجة نفسها فيها".

الشكل الظاهر أمام من يتحدث إليه أنه على قيد الحياة، ولكن الحقيقة التي لا يعلمها إلا هو أنه كان يموت كل يوم لرغبته في رؤية أولاده، فيقول "عماد"، أثناء حديثه لـ"الوطن": "تم اعتقالي بعد شهور قليلة من هروبي من السجن أثناء عودتي من دبي عن طريق معبر رفح احتفظت بأغراضي والهدايا التي أحضرتها لأولادي عام كامل في السجن الإداري قبل التحفظ عليها".

بخطوات متثاقلة يتجول "عماد"، بين الزنازين المظلمة، متذكرًا الهدية التي أراد تسليمها لابنته "سارة"، صاحبة العامين، "العروسة"، التي أحضرها معه من دبي لابنته الصغرى.

ظلت "العروسة"، محبوسة معه طيلة هذه المدة، يحاول تخيل ملامح ابنته من خلال النظر إليها، رزقه الله بـ 5 أبناء، هم "حمزة"، و"جهاد"، و"أسعد"، و"سارة"، و"لين"، تتراوح أعمارهم بين 28 و18، حرمه الاحتلال من رؤيتهم طوال الـ18 عامًا الماضية، لم يفكر فيهم سوى في أبنائه وزوجته التي اعتادت على الحياة بمفردها.

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يبتعد فيها الناشط السياسي، "عماد"، عن زوجته وأولاده وأسرته: "من وأنا عندي 16 سنة منذ عام 1980 حتى 2018 لم تتمكن قوات الاحتلال أن يأخذوًا مني حرفًا واحدًا خلال التحقيق اتحملت كتير لحد ما أخيرا خرجت وشوفت أولادي وزوجتي".

خبراته والتجارب القاسية التي مر بها طوال حياته جعلته قادرًا على خدمة شعبه ووطنه: "متأكد أن التجارب اللي مريت بيها تخليني قادر أقدم حاجة لبلدي غزة".

لقاء عجز عن وصفه بعد مرور 18 عامًا، عند رؤية أولاده: "لحظات توقف عندها الزمن برجوعي إلى أسرتي كان بمثابة رجوعي للحياة"، لم ينتظر الأب العودة للمنزل لكنه فور رؤيته لابنته "سارة"، سلم لها "العروسة" وعيناه يملؤها فرحة الاشتياق: "أسف يا حببتي إني أخرت العروسة 18 سنة غصب عني مش بخاطري".